بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
اتهم مصدر طبي في محافظة إدلب، بعض الجهات المحلية بمحاولة تدمير مديرية صحة إدلب، من خلال العمل على تعطيل المؤتمر العام الثاني الذي عقدته المديرية أمس السبت، لانتخاب مجلس أمناء وإدارة جديدة للمديرية.
وذكر المصدر في حديث لبلدي نيوز أن بعض الشخصيات المدعومة من مجموعات عسكرية في مدينة إدلب، حاولت تعطيل المؤتمر العام الثاني لمديرية الصحة، من خلال الاعتراض على الآليات المطروحة للانتخاب، والتي تهدف لانتخاب مجلس أمناء وإدارة جديدة للمديرية، محتجين بذلك بأن إدارة مديرية الصحة الحالية تعمل على أساس التثقيل أولا وحضور أشخاص غير معنيين بالموضوع ودون توصيف تمثيلي لتكون النتائج في أي تصويت وفق منحى معين مسبقا.
وأوضح المصدر أن هذه الشخصيات وعددها خمسة من أصل 50 طبيباً، تدفعهم نزعات مناطقية، بين ريف ومدينة، وأن أبناء الريف هم من يديرون هذه المؤسسة، وهي الحجة المعلنة، إضافة للاتهام بتوظيف أقرباء الأطباء وما إلى ذلك من اتهامات قدمتها الجهات المعترضة، والتي عملت على استغلال مظاهرة شعبية اليوم في مدينة إدلب تنادي بالمعتقلين، وقامت برفع لافتات تهاجم مدير الصحة الحالي، في تصرف رآه غير لائق، ووصفه بغير المنطقي وغير المقبول.
وكشف المصدر أن السبب وراء هذه العملية، هو تدمير مديرية صحة إدلب، وإجبار جميع كوادرها على الخروج من مدينة إدلب، في محاولة لإعادة بناء مؤسسات النظام الممثلة بالهلال الأحمر السوري، من منطلق الحصول على الدعم الذي تقدمه المنظمات الدولية للنظام ويشرف عليها الهلال الأحمر، والذي مازال يحتفظ بفرعه في مدينة إدلب حتى اليوم على الرغم من تحرير المحافظة منذ عامين.
وأكد المصدر أن إعادة إنتاج مؤسسات النظام كان الشغل الشاغل للعديد من الشخصيات التي مازالت تدين بالولاء لحزب البعث ومؤسسات الأسد، والتي تعمل جاهدة في المناطق المحررة على إعادة تفعيل هذه المؤسسات، وإعطاء النظام حجة ومبرراً لسرقة كل ما يصل من الأمم المتحدة للشعب السوري، على اعتبار أنه يشرف على توزيع هذه المساعدات حتى في المناطق الخارجة عن سيطرته كالهلال الأحمر، في حين أن جزءاً يسيراً من هذه المساعدات الإنسانية والطبية يصل عبر هذه المكاتب، فقط للحصول على وثائق تؤكد إدخالها لهذه المناطق لا أكثر، بينما توزع غالبية هذه المساعدات على مناطق سيطرة النظام ولشبيحته.
ونوه المصدر إلى أن مديرية صحة إدلب كانت رائدة في مجال التنظيم وتغطية القطاع الطبي في المناطق المحررة، ونجحت في انتزاع ملف اللقاحات من يد النظام، عن طريق استلامها للملف كأول مؤسسة ثورية تستلم اللقاحات بشكل مباشر من منظمة الصحة العالمية دون المرور على نظام الأسد الذي عمل على سرقة المخصصات للمناطق المحررة والادعاء بتغطيته لها بنسبة 90 بالمئة.
وبين المصدر أن محاولات عديدة شاركت فيها شخصيات دولية، عملت على الضغط على مديرية صحة إدلب لوقف حملتها ضد الهلال الأحمر قبل أكثر من عام، وعملت على وقف الدعم المقدم من قبل المنظمات الدولية للمديرية، مقابل وقف حملاتها ضد مؤسسة الهلال الأحمر في إدلب، التي يقتصر تواجدها على دعم شبيحة النظام في كفريا والفوعة وإدخال المساعدات والأدوية لهم، وأنها لم تقدم أي دعم للمدنيين أو الأهالي، كما يدعي النظام أمام الأمم المتحدة بأنه يقوم بتغطية المناطق التي خرجت عن سيطرته بالمساعدات التي يرسلها برنامج الغذاء العالمي والصحة.
وأشار المصدر إلى أن محاولات تدمير صحة إدلب التي حققت نجاحاً كبيراً في القطاع الطبي، تقوده شخصيات عدة في مدينة إدلب، تحظى بدعم من بعض المجموعات العسكرية، يترافق مع حملة جوية عنيفة من الطيران الحربي الروسي تصاعدت مؤخراً ضد المشافي والنقاط الطبية في المحافظة، استطاعت مؤخراً تدمير كل من المشفى الوطني في معرة النعمان والمشفى المركزي في عابدين ومشفى الرحمة في خان شيخون، سبقها استهداف لعشرات المشافي ومراكز الدفاع المدني.