بلدي نيوز – (خاص)
يحاول المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا تحويل المفاوضات الحالية في جنيف إلى مباحثات تقنية، حيث سلّم الأطراف السورية أربع وثائق يوم الأحد لبحثها مع فريقه التقني خلال غيابه لحضور القمة العربية في البحر الميت التي انطلقت اليوم الاثنين.
ولفتت مصادر خاصة لبلدي نيوز إلى أن وفد المعارضة السورية رفض تسلم الوثائق الأربعة، ليعود عن قراره مساء أمس الأحد، وتنص الوثائق على رؤية الأمم المتحدة للسلات الأربع وبحث مضمونها المتعلق بالحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب.
وأوضحت وكالة الأناضول أن السلة الأولى تتضمن الشؤون المتعلقة بالحكم ومبادئه الأساسية، كما ورد بقرار مجلس الأمن 2254، بعناوين "ذو مصداقية، شامل، غير طائفي"، إضافة إلى "استمرارية المؤسسات والخدمات العامة، وضمان حماية حقوق الإنسان"، كما تضمنت "آلية حكم وحيدة أو منفردة، وحكم يتم ممارسته من خلال مؤسسات متعددة، وعضوية ومهام الحكم وحجمه، ومعايير العضوية، والاختيار، واتخاذ القرار".
وحول سلطات الحكم، فأشارت السلة إلى "مدى السلطات، وشموليتها، والاستقلالية في ممارستها، إلى جانب تناولها العلاقة مع المؤسسات الأخرى، التشريعية والقضائية وغيرهما".
أما الممارسات والسياسات والآليات التي تضمنتها الوثيقة فهي "الاستمرارية، الإصلاح، الممارسات العملية وميثاق العمل، والسياسات المتفق عليها، وآليات التطبيق: قضائية ومستقلة، فيما آليات الرقابة والتقرير فكانت التطبيق القانوني لترتيبات الحكم".
فيما تناولت السلة الثانية العملية الدستورية ومبادئها الأساسية "فهي جوهرية تحكم العملية ومبادئ عملية شاملة قادرة شفافة تشاركية وأنماط العملية الدستورية"، وحملت عناوين لجنة الخبراء "التي هي هيئة معنية وتمثيلية وهيئة منتخبة والسكرتاريا والدعم".
وتضمنت هذه السلة بندا يتعلق بالحوار الوطني من ناحية "الحجم والشكل والمدة واللجنة التحضيرية والسكرتاريا والرئاسة والنزاعات والنتائج"، على أن تتضمن الاستشارات العامة "دمج الرؤى قبل الشروع بالعملية واستقبال المساهمات وتداول ونقاش مسودة الدستور".
والسلة الثالثة تناولت مسائل انتخابية، وفيها سؤال "هل سيكون استفتاء على دستور جديد، وتراتبية التحضيرات، والجدول الزمني"، أما إدارة الانتخابات فهي "السلطات وكيفية حل النزاعات الانتخابية ودور حوكمة العملية الانتخابية" فضلا عن إشراف الأمم المتحدة ودورها.
وتتضمن الورقة انتخابات حرة ونزيهة بحسب المعايير الدولية ووفق "الإعلانات الدولية والعهود ومواثيق حقوق الانسان والإطار القانوني والنظام الانتخابي وشؤون أخرى، إضافة إلى أهلية كل السوريين للمشاركة بما في ذلك اللاجئين في الشتات".
في حين كانت السلة الرابعة متعلقة بمكافحة الإرهاب وحوكمة الأمن وإجراءات بناء الثقة وفق مقاربة الظروف المسببة لانتشار الإرهاب، وتضمنت مجموعة من الإجراءات لمنع ومكافحة الإرهاب والوسائل والقدرات.
وستناقش هذه الوثائق اليوم الاثنين مع الوفود السورية، ويلتقي وفد المعارضة السورية بالنائب رمزي رمزي الساعة الرابعة بتوقيت جنيف، حيث غادر دي ميستورا جنيف متوجها للعاصمة الأردنية عمان، ومن المقرر أن يلتقي على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية؛ عددا من وزراء خارجية الدول العربية المعنية بالشأن السوري، ليعود بعدها إلى جنيف مساء اليوم لاستكمال جولة المفاوضات.
ولفت مصدر من داخل المعارضة السورية إلى أن فريق دي ميستورا سيعمل على تثبيت مضمون السلال الأربع، دون وجود أي تسلسل زمني، مضيفا في حديث خاص لـبلدي نيوز أن دي ميستورا أعطى الحرية لكل طرف في اختيار السلة التي يريد مناقشتها في البداية، بحيث يطرح كل طرف وجهة نظره في جميع السلال، ومن ثم جمع النقاط المشتركة فيما بينهم لتكون نقطة الارتكاز للمفاوضات.