بلدي نيوز- (عمر يوسف)
باتت صفحة "قاعدة حميميم العسكرية" التابعة لروسيا الملاذ الجديد لموالي نظام الأسد، وأصبحت المسؤول الرسمي لتلقي شكاوى الموالين في مناطق سيطرة النظام بسوريا، في ظل تمدد النفوذ الروسي في البلاد، وتحكمه بمقاليد الأمور على حساب سلطة الأسد وحاشيته.
ومع فقدان الموالين ثقتهم بالنظام (على الرغم من استمرارهم بتأييدهم وتقديس رأسه حد العبودية)، وإدراكهم بشكل ضمني أنه لم يعد هو من يحكم سوريا، أصبحت تلك الصفحة الروسية الناطقة باللغة العربية، تتلقى عشرات بل مئات الرسائل بشكل يومي، ليقوم مشرفو الصفحة بالرد على الرسائل المتنوعة حول أمور مصيرية تتعلق بسوريا والنظام والمؤيدين، فوصلت رسائلهم لحد السؤال عن أمور "سيادية" مثل الخدمة العسكرية في جيش الأسد، والسؤال عن توقيت نهاية خدمة إحدى الدورات العسكرية (التي مضى لعناصرها في الخدمة سبع سنوات، وأبيد أكثر من ثلاثة أرباعهم).
كما تحول الموالون عن تقديم الشكوى لمؤسسات النظام إلى تقديمها إلى هذه الصفحة، لاسيما الأمور المتعلقة بالحياة اليومية والخدمات العامة كالكهرباء والماء، ومختلف مطالبهم.
وكانت آخر الرسائل المثيرة للسخرية هي سيل من الرسائل من موالين للأسد في الساحل السوري، حيث تقدموا بطلب للصفحة بتزويد مناطقهم بمولدات كهربائية كبيرة، كبديل عن المولدات الخاصة أو ما يعرف "بالأمبيرات"، لتغطية انقطاع الكهرباء المستمر لساعات طويلة، أسوة بمدينة حلب المحتلة التي تحدثت الحكومة الروسية عن نيتها تشغيل مولدات كهربائية ضخمة لإيصال التيار الكهربائي للموالين في المدينة.
عبودية مزدوجة!
رد الصفحة الفوقي على سيل رسائل وتوسلات مؤيدي الأسد جاء متوقعاً، والذي قالت فيه أن مدينة اللاذقية والساحل لم يتعرضا لما وصفتها الصفحة بالهجمات "الإرهابية" على محطات توليد الكهرباء، مضيفة أن هذه المدن تعيش حالة أمنية مستقرة وتتوفر فيها الكهرباء بشكل نسبي، على عكس مدن مثل حلب التي دمرت بنيتها التحتية، حسب زعمهم.
ويكشف تواصل موالي الأسد مع الصفحة بشكل مستمر عن مدى السيطرة الروسية على سوريا، وتحكمها بمفاصل الدولة، إضافة إلى الكشف عن هشاشة حكم الأسد، الذي أصبح لا يملك في سوريا شيئاً، في الوقت الذي تدير موسكو وإيران بالدرجة الثانية سياسة سوريا ومستقبلها، لاسيما في ظل التدخل العسكري الكبير عل الأرض.