بلدي نيوز – درعا (حذيفة حلاوة)
يعمد النظام خلال كل معركة يتعرض فيها للخسائر، لامتصاص حالة الهزيمة لدى مؤيديه عبر الترويج لقدراته العسكرية وما يمتلك من عدة وعديد، فيبدأ باستعراض قدراته العسكرية وما وصله من أسلحة أكل الدهر عليها وشرب، فمعظمها لم يكن لينجد النظام لو حصلت حرب حقيقية بينه وبين أي دولة.
فكل ما يمتلكه النظام من الأسلحة يعتبر متخلفاً وغير نافع لغير حرب الشعب السوري، الذي حرر ثلاثة أرباع سوريا بالبنادق.
آخر ما استعرضه النظام من أسلحة كانت من درعا، حيث يتلقى الصفعة تلو الصفعة من الثوار السوريين، فقد بدأ بقصف المدنيين بصواريخ يسميها "بركان"، فنشرت معظم الصفحات التابعة للنظام، والتي نقلت أو تحدثت عن معارك النظام في درعا ضد "الارهابيين" صور هذا الصاروخ لحظة إطلاقة، مع الحديث عن مواصفاته "المتميزة"، التي يحاولون عبرها استغباء مؤيديهم، والقول أنهم يمتلكون من القوة ما يكفي لمسح درعا إن خسروها.
تؤكد الصفحات الموالية أن صاروخ "بركان" يتجاوز وزنه الطن، وأنه من "أحدث" ما يستخدم النظام في معاركه ضد "الإرهابيين"، لكن حقيقة الأمر، أن النظام استخدم صواريخ مشابهة لهذا الصاروخ كثيراً خلال السنوات الماضية، وهو ليس من الأسلحة "الحديثة" التي يصنعها، بل هو عبارة عن تعديل لصاروخ إيراني يدعى "فلق"، حيث يركب الايرانيون والنظام رؤوساً أكبر لهذه الصواريخ، بهدف زيادة قدرتها التدميرية، ولكن يصبح مدى الصاروخ لا يتجاوز الكيلومترين أو ثلاثة كحد أقصى، وهذا الصاروخ أقل في فعاليته وقدرته التدميرية من صواريخ الفيل، وهو غير دقيق بالمرة، حتى أن النظام عندما يطلقه فهو يطلقه تجاه منطقة أو حي، وليس تجاه هدف معين، فالهدف الأساسي هو قتل المدنيين، وليس تحقيق هدف عسكري حقيقي.
حيث استهدفت قوات النظام أحياء درعا البلد وحي طريق السد بمدينة درعا بعدة صواريخ أرض-أرض من نوع "بركان"، سقطت بين الأحياء المدنية، ولم يسجل سقوط أي صاروخ منها بجانب أي مقر عسكري أو تجمع للثوار، ما يؤكد أنها تستهدف المدنيين، حيث تسببت بأضرار مادية كبيرة، وسقوط عدد كبير من الجرحى من المدنيين، الذين رفضوا النزوح من تلك المناطق .
ويأتي القصف بهذه الصواريخ وصواريخ الفيل، بعد أيام من ارتفاع وتيرة القصف بشكل ملحوظ على أحياء مدينة درعا خصوصاً، وعلى باقي مدن وبلدات محافظة درعا عموماً، بعد أيام من إعلان غرفة عمليات البنيان المرصوص عن بدء معركة "الموت ولا المذلة"، لتحرير حي المنشية ولتأمين الجمرك القديم، وصد محاولة اقتحامه منذ حوالي الأسبوع.
الجدير بالذكر أن معركة "الموت ولا المذلة" التي أعلنها الثوار منذ أكثر من أسبوع، تمكنت من تحرير كتل أبنية ومواقع استراتيجية هامة، منها كتلة النجار وحاجزي فرن الرحمن وروضة العروج، بالإضافة إلى جامع المنشية واقترابهم من تحرير الحي بالكامل، مما يشكل تهديداً مباشراً على وجود النظام في مدينة درعا عموماً.