بلدي نيوز – ريف دمشق (جواد الزبداني)
تلعب سارة وأصدقاؤها ألعاباً عديدة بينها "لعبة مضايا"، وهي كما تقول لنا سارة: "لعبة الحصار بمضايا هي لعبة خاصة بنا نحن من اخترعها وهي تمثل ما نعيشه يوميا فاللعبة تقوم على فكرة أننا عائلة واحدة وجمعينا إخوة وكيف يجب علينا توفير الحطب وبعض الثياب والبلاستيك لطهو الطعام ومن بعدها تأمين الطعام والماء وهكذا".
وتعد لعبتهم واحدة من الألعاب التي لا يمكن لأطفال خارج مضايا أن يلعبوها فلن يستطيعوا أن يمثلوا هكذا واقع سيئ مهما تخيلوه ما لم يعيشوه، وأكثر ما يثير الإعجاب بهذه اللعبة واقعيتها الشديدة بالنسبة للأطفال، خاصة عندما تدخل اللعبة في سياق الحرب والمعارك ويكون في العائلة شبان من الثوار يذهبون بشكل يومي للمعارك.
وهذا الدور الذي يمثله الطفلان "محمد وعلي".. ويحدثنا "علي" عن ذلك بالقول: "في اللعبة أكون أنا ومحمد نقاتل على الجبهة لمنع الحزب (حزب الله) من الدخول إلى مضايا، فتصيبني نيرانهم في قدمي ليسعفني أخي إلى المنزل لتأتي بعد ذلك الممرضة هبة لتعالج قدمي وأثناء العلاج تأتي الطيارة فيقومون بالهروب وأخذي إلى قبو ليكملوا علاجي، ويقوم محمد بالذهاب لشراء وقود لتشغيل المولد الكهربائي خاصة أن القبو ليس مجهزا بالإضاءة، مع صعوبة أخذي إلى النقطة الطبية".
ويتابع: "يركض الأطفال حينها عندما يصرخون طيارة ويذهبوا بعلي إلى القبو ويكمل الأطفال لعبتهم بدخولهم مرحلة الجوع في مضايا، وقيام محمد بالذهاب إلى خارج مضايا محاولا جلب بعض الطعام لعائلته خاصة مع ذهاب أختهم الصغيرة في اللعبة سعاد إلى المدرسة وإسعافها إلى النقطة الطبية نتيجة الجوع الشديد".
وعن دوره في اللعبة يقول "محمد": "ندخل بعدها في مرحلة الجوع وعندما يأتينا خبر سعاد وإسعافها من المدرسة إلى النقطة الطبية بسبب الجوع الشديد، أبدأ أنا بالتفكير جديا بالذهاب إلى خارج مضايا لجلب بعض الطعام لعائلتي مع أنهم يحاولون منعي بشكل كبير وشديد للغاية ولكني في ليلتها أذهب لأجلب بعض الطعام وأجلب بعض الطعام في عدة مرات لأقع أخيرا في حقل ألغام لينفجر بي أحدها وأتعرض لعملية بتر".
ويقول "علي" إن فكرة البتر أضافوها مما حدث مع جارهم الذي بترت قدمه بسبب ذهابه إلى خارج الحصار ووقوعه في حقل ألغام مما أدى لبتر قدمه وفقدان من كانوا معه، ليقطع القصف الواقعي لعبتهم المحزنة ويذهبون مسرعين إلى أحد الغرف طالبين الحماية من نيران القصف المدفعي الذي يكملون لعبتهم به.
وما يثير الدهشة أن أطفال مضايا باتوا يعدون كل المعاناة والأزمات التي تمر بها بلدتهم لعبة يستمتعون بها ولكن يستطيع أي مراقب خارجي أن يرى نظرات أمهاتهم المفجوعة الحزينة على هذه اللعبة التي لا يستطيع أي طفل في العالم لعبها إلا داخل مضايا فقط.