بلدي نيوز – ريف دمشق (جواد الزبداني)
تعاني بلدة مضايا المحاصرة بريف دمشق منذ أكتر من عامين، انقطاعاً كاملاً للتيار الكهربائي، وذلك بعد قيام النظام بقصف البنية التحتية للكهرباء من أبراج ومولدات ومحولات، إضافة لقطع الكهرباء عن مضايا وبقين بشكل كامل، مما دفع الأهالي للجوء للبدائل الترفيهية التي يقضون فيها معظم أوقاتهم سابقاً على التلفاز.
وكان أن فقدت البلدة مركزها الثقافي ومكتبتها مع قيام النظام أثناء تواجده فيها بتحويل المركز الثقافي لمركز للتشبيح وتحويله لنقطة عسكرية وحاجز قبل أن يقوم الثوار بطردهم من البلدة، ليقوم بعض المتطوعين بجمع كتب علمية وثقافية وغيرها ووضعها ضمن مكتبة أسسوها هم ضمن صالة البلدة التي كانت مخصصة للأفراح، حيث بدأ الأهالي من كافة الفئات العمرية ارتياد هذه المكتبة واستعارة الكتب خاصة في أيام الشتاء طويلة الليل حيث تعتبر الكتب الآن أفضل وسيلة للتسلية والترفيه عن النفس والتثقيف في البلدة المحاصرة.
"محمد بليون" أحد المتطوعين الذين قاموا بفتح هذه المكتبة وإعدادها تحدث لبلدي نيوز عن بعض الصعوبات التي واجهتهم قائلا: "أهم الصعوبات التي واجهتنا كانت إقناع الأهالي والمعنيين بأهمية الأمر وإمكانية افتتاح الصالة لنا لجعلها مكتبة للعامة وبعد عناء طويل استطعنا إقناعهم بذلك وبدأنا بالبحث عمن لديه كتب ليضعها في المكتبة لأن الكتب التي كانت في المركز الثقافي قام النظام بحرقها أثناء تحويل المركز نقطة لهم، والحمد لله استطعنا تأمين كمية كتب جيدة وبدأنا ندعو الأهالي لقراءة الكتب وحثهم على المطالعة ومع استمرار ذلك بدأ المشروع يؤتي ثماره وبدأ الأهالي بالزيارة الدورية للمكتبة واستعارة الكتب".
ومع قيام النظام بقصف البلدة بشكل دوري قام باستهداف جميع المرافق المدنية حيث استهدف مكاتب المجلس المحلي والنقطة الطبية ومركز الدفاع المدني والمدرستين الإعدادية والابتدائية وجامعي بلدتي مضايا وبقين الكبيرين وأخيرا استهدف صالة المكتبة العامة لبلدة مضايا مما دمرها بالكامل.
وحول ذلك قال محمد: "صراحة صدمنا قيام النظام بقصف المكتبة، ولم نتوقع منه قصف مكان للكتب فقط خاصة أنهم يريدون تدمير البنى التحتية المدنية بقصفهم هذا ونحن قمنا بالذهاب إلى المكتبة وأعدنا ترتيب المكتبة كما استغنينا عن قسم منها بسبب الدمار الكبير فيه وجعلنا المكتبة في القسم الباقي ونحن ننتظر توقف القصف لإكمال حياتنا الطبيعية ومتابعة نشاطاتنا التوعوية التثقيفية، حيث نخطط لندوات تثقيفية وجلسات نقاش وغيرها الكثير من النشاطات التي نعد لها ونريد بها إفادة مجتمعنا المحلي المحاصر الممنوع من كل شيء حتى الثقافة والعلم".
يذكر أن بلدة مضايا محاصرة منذ عامين تقريبا وقام النظام بتدمير البنى التحتية للبلدة بشكل عام حيث قام بتدمير شبكة الكهرباء والمياه والاتصالات كما قطع الكهرباء والماء والاتصالات من خارج الحصار على الأهالي الذين يبلغ عددهم 40000 نسمة من أهالي مضايا وبقين والزبداني وبعض الوافدين من أهالي ريف دمشق.