بلدي نيوز- (جواد عمر)
يستثمر أهالي بلدتي مضايا وبقين المحاصرتين كل ما يتوافر لهم في سبيل تلبية حوائجهم، بسبب المعاناة التي يكابدونها نتيجة الحصار الذي تفرضه عليهم قوات النظام وميليشياته منذ سنتين.
"سارة العيسى" سيدة سورية من أهالي مضايا، تقوم باستغلال الأغطية الشتوية التي تقدمها الأمم المتحدة، وتخيط منها الملابس الشتوية بكافة الأحجام والأشكال، بشكل متقن وأنيق، أثار إعجاب الجميع.
تقول "سارة العيسى" لبلدي نيوز: "بسبب النقص الحاصل في الملابس الشتوية، ومع اشتداد برودة الطقس في مضايا، بدأت أخيط من البطانيات والأغطية الشتوية الخفيفة، قطعاً من الملابس للأطفال، كالقفازات للأيدي، واللفحات للعنق والجوارب وغيرها".
تضيف السيدة "سارة": "بعد قدوم حفيدي، أحببنا أن نلبسه ملابس جميلة كباقي الأطفال في هذا العالم، والأحوال هنا شديدة القسوة، لذلك قمت بتصميم وخياطة عدد من القطع الصغيرة له، ومن هنا بدأت أخيط لجميع أهالي مضايا ما يحتاجونه".
في مضايا وبقين، ترى الكثير من الناس يرتدون الملابس الشتوية، المصنوعة من البطانيات، كالمعاطف واللفحات والقفازات وحتى البناطيل.
تتابع السيدة "سارة" حديثها: "بعد أن بدأت بخياطة ملابس الصغار، اتجهت لخياطة الملابس الشتوية للكبار، باستخدام قماش الأغطية والبطانيات، ومن ثم أجبرتنا الحاجة إلى خياطة شبابيك قماشية لسد النقص من الزجاج والنايلون".
"سارة" وكل المبدعين في سوريا، وبخاصة الأشخاص الذين يبتكرون الوسائل التي تساعدهم في مواجهة الحصار، والتي فاجأت الأسد وداعميه، هم مثال للشعب السوري الذي يبتكر الحياة من قلب الموت ويصر على الاستمرار حراً كريماً ثائراً.