بلدي نيوز- حمص (حسام محمد)
اختارت نسبة لا بأس بها من الشعب السوري عدم الانضمام لثورة الشعب وتأييد مطالبه في الحرية والكرامة وإسقاط نظام الأسد، لأسباب عديدة تنوعت بين تفضيل مصالحهم الشخصية على مصلحة الشعب السوري، أو خوفاً من بطش الأسد أو فشلهم في كسر حاجز الخوف، وآخرون لم يقتنعوا بالثورة السورية ولكنهم لم يرفضوا الأسد كنظام.
كل هذه الأسباب، وغيرها، دفعت "الحياديين" للبقاء في مناطق سيطرة النظام، يمارسون حياتهم الطبيعية وكذلك أعمالهم رغم عداد القتلى اليومي للسوريين الذي لم يتوقف، ولكن مواقف "الحياديين" لم تتغير رغم أنهار الدماء السورية التي غاص بها الأسد.
بحسب الناشط الإعلامي في دمشق "محمد الميداني"، فإن انهيار قوات النظام السوري وكذلك فقدان أعداد كبيرة من أفراد الميليشيات الموالية له، جعل الأسد يتذكر "الحياديين"، مشاهداً فيهم العمل الذي سوف سيرأب صدع قواته المتهالكة، والترويج لنفسه كمحارب للإرهاب في سوريا.
وقال "الميداني" في تصريحات لـ "بلدي نيوز": "غالبية حملات الاعتقالات التي تمارسها مخابرات الأسد في العاصمة دمشق، تصطاد الحياديين الذين كانوا قد اعتقدوا لسنوات طوال بأنهم في مأمن من حملات التجنيد القسري للشباب السوري، كونهم لم يوالوا الثورة السورية لا من قريب ولا بعيد، ولكن ما كانوا يتمنوه بالأمس لم يعد كذلك اليوم".
وأشار الناشط الإعلامي، إلى أن حملات الاعتقال في دمشق لا يمارسها الأسد لملاحقة موالين للثورة السورية، بل كل أهدافها الحصول على أكبر عدد من الشاب السوري لمقاتلة تنظيم "الدولة" في القلمون الشرقي وريف حمص الشرقي، منوهاً بأن العديد من الحياديين بالأمس عادوا خلال الأيام الماضية جثثاً هامدة لذويهم بعد إرسالهم لقتال تنظيم "الدولة" دون أي خبرات عسكرية.
بدوره، قال المحلل العسكري والسياسي السوري "محمد بلال" لـ "بلدي نيوز": "النظام السوري لا يميز بين تابع للثورة السورية وبين الحيادي، ولكن ما فعله الأسد هو أن صب جام غضبه على أبناء الثورة السورية، وتماشى مع الحياديين حتى لا يبقى دون حاضنة شعبية، وعندما احتاجت معاركه العنصر البشري باشر في افتراس الحياديين وزجهم في قتال تنظيم (الدولة) للحصول على مكاسب سياسية وكسب الرضا الغربي عن نظامه".
وأضاف "بلال": "المتابع للشأن السوري، يلاحظ بأن الأسد لم يقدم على اعتقال الحياديين في السنوات السابقة لعدة أسباب، أهمها، هو خشية الأسد من فقدان حاضنة الحياديين لو جعلهم يقاتلون الثورة السورية بشكل كبير، ولكن مع انحسار الثورة بعض الشيء في ريف دمشق، وتهجير المقاتلين، بدأ الأسد التلاعب بملف الحياديين، وإرسالهم إلى مستنقع تنظيم (الدولة)، لتحقيق مصالحه على حساب دماء من يقتل في المعارك".