الهروب إلى دير الزور.. "الدولة" يعيد رسم الخرائط بالدم - It's Over 9000!

الهروب إلى دير الزور.. "الدولة" يعيد رسم الخرائط بالدم

بلدي نيوز – (منى علي)

تزامناً مع الهزائم التي يُمنى بها في مدينة الموصل العراقية وقضائها، أعاد تنظيم "الدولة" الزخم إلى معارك مدينة دير الزور وحقق فيها مكاسب سريعة على حساب قوات النظام التي يتقاسم معها السيطرة على المدينة منذ العام 2014. وبات واضحاً أن التنظيم يسعى لتعزيز سيطرته في البادية السورية من دير الزور إلى بادية حمص في تدمر مروراً بمحافظة الرقة معقله الرئيس في سوريا.

ومنذ نحو أسبوع، وتزامناً مع خسارة تنظيم "الدولة" لشرقي الموصل، شن عناصر التنظيم أكبر هجوم لهم منذ عام على مواقع النظام في دير الزور، حيث أحكموا الحصار على مطار دير الزور العسكري، وتمكنوا من قطع طرق إمداد قوات النظام المتمركزة فيه، بعد معارك طاحنة بين الطرفين.

كما سيطر التنظيم على مواقع هامة في محيط المطار، ليتابع تقدمه ويسيطر على ثكنات عسكرية ويأسر ويقتل عدداً كبيراً من جنود النظام، على الرغم من الإسناد الجوي الروسي الكثيف.

ويقول مراقبون إن هزائم النظام المتسارعة تأتي نتيجة غياب القوى الداعمة من الميليشيات، حيث إن هذه القوى هي التي رجحت كفة النظام في سائر المعارك التي انتهت لصالحه، وأتى تصريح ميليشيا "حزب الله" ليؤكد ذلك، إن قال الحزب يوم أمس إنه سيتحرك من مواقعه بحلب إن لم يسقط المطار خلال يوم واحد ليفك الحصار عنه.

كما أن "حرية التحرك" التي يحظى بها تنظيم "الدولة"، وخطوط الإمداد المفتوحة من مواقعه في الموصل بالعراق إلى دير الزور ومنها إلى تدمر، يضع علامات استفهام كبرى عن حقيقة استهداف التنظيم ومحاربته من قبل التحالف الدولي وروسيا تحديداً، وفي هذا الصدد يقول الصحفي السوري "فراس ديبة" إنه "يصعب التكهن بنوايا القوى التي تسمح لقوات داعش بالتحرك في الصحراء السورية العراقية، مع مراعاة أن التنظيم يجيد التمويه وتتغير أساليب تحركاته مع الزمن، لكن وجود التنظيم في العراق وسوريا يصب في مصلحة العديد من القوى الدولية والإقليمية إضافة للنظام السوري، وتحركات التنظيم تخدم خرائط يتم رسمها للمنطقة منذ سنوات عديدة، أثبتت الأحداث في المنطقة أن مسارات مشروع كونداليزا رايس (الشرق الأوسط الجديد) أصبحت على سكة التنفيذ بالعديد من الأدوات، ومن أهمها تنظيم داعش".

هذه الخرائط التي كثر الحديث عنها، وعن تضاربها بحكم تضارب مصالح المتحكمين بالملف السوري عسكريا وسياسيا، يبدو أنها ستتركز في الجغرافيا السورية التي هي بمثابة منفى لكل المطرودين من الدول التي طُويت ملفاتها، ولعل العراق آخر تلك الدول، إذ تقتضي التسوية في هذا البلد طرد تنظيم "الدولة" بناء على وصفة سياسية جديدة، وفي عقيدة التنظيمات الجهادية لا قيمة كبرى لأرض بذاتها، ما يساعد على هضم المشروع والولوج في الخاصرة الأكثر وهناً، وكانت هنا مدينة دير الزور بالنسبة لوضع التنظيم الحالي، وهو ما ذهب إليه الصحفي "ديبة" في حديثه لبلدي نيوز، فقال: "التنظيمات السلفية الجهادية عادة لا تربط مشاريعها بأرض محددة، لذلك من الطبيعي عند إحساس داعش باقتراب خسارته للموصل أن يتجه التنظيم للسيطرة على كامل دير الزور لتشتيت القوات المتحالفة ضده، ولتخفيف الضغط عن الموصل، وكخط حماية للرقة".

ومع خسائره في الرقة أيضاً، وانحساره أمام عمليات "غضب الفرات" التي يدعمها التحالف الدولي بقيادة واشنطن، صار حتمياً أن تكون دير الزور ملاذ التنظيم الأمكن والأقرب، وهو ما يتيح له مساحة تربطه بحدود العراق والأردن، والتوسع في البادية السورية حيث تعد القوى الدولية كتائب محلية من قوات العشائر وبعض فصائل الجيش الحر التي ستنضوي تحت مظلة اتفاقات سياسية محتملة، لقتال التنظيم على المدى الطويل، بحيث تكون الخسائر محلية والحرب داخلية، أما النصر على "الإرهاب" فسيُسجل باسم الذين صنعوه فقط.

مقالات ذات صلة

إيران تعلن تواصلها مع قادة "العمليات العسكرية" في سوريا

نظام الأسد يدين دعم الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا بالصواريخ البالستية

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

تقارير تكشف اعتقال نظام الأسد لـ9 من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان

مجلس الأمن.. دعوة قطرية لدعم ملف المفقودين في سوريا

//