بلدي نيوز – (عبدالكريم الحلبي)
شهدت الحمّامات الشعبية الدمشقية ازديادًا في عدد روّادها في الأيام القليلة الماضية، بسبب النقص الشديد في مياه العاصمة دمشق، نتيجة حملة قوات الأسد وميليشيات "حزب الله" اللبناني على منطقة وادي بردى التي تحوي النبع الرئيسي المُغذي لمياه العاصمة وضواحيها.
وشكّل انقطاع المياه عن مدينة دمشق وضواحيها منذ ما يقارب 20 يومًا كارثة إنسانية تُهدّد حياة سكانها بانتشار الأوبئة والأمراض، فضلًا عن المعاناة المادية بتأمين ثمن صهريج للمياه لتعبئة خزاناتهم، بالإضافة لحالات التسمّم التي ازدادت بسبب اعتماد الأهالي على مياه ملوثة يقدمها تجار مقرّبون من النظام.
ونتيجة لهذه المعاناة، لجأ الكثير من الدمشقيين لحمّامات السوق الشعبية كونها تعتمد في تغذية المياه على آبار خاصة بها، فبعد أن هُجِرت لأعوام باتت ملاذًا لهم في ظل الانقطاع الذي تشهده العاصمة، فقد نشرت وكالة الصحافة الفرنسية تقريرًا مصورًا عن حمام "الملك الظاهر" الشعبي الذي يزدحم بمئات الزبائن بعد أن كان عدد رواده لا يتجاوز العشرات في اليوم، بحسب تقرير الوكالة.
والغريب في التقرير، الذي أعدّه أحد شبيحة النظام الإعلاميين "ماهرالموّنس"، أنه أظهر رسم الدخول للحمام 1200 ليرة واعتبره مبلغًا زهيدًا لم يرتفع رغم الأزمة التي سببها النظام باعتماد الحل الأمني في قمع ثورة الشعب السوري، إلا أنه يُعتَبر مُكلفًا للأسر الفقيرة التي تُشكِّل معظم سكان العاصمة.
ويعيش سكان مناطق في ظروف إنسانية صعبة، بسبب الحصار المفروض على المنطقة من قبل قوات النظام والميليشيات الطائفية، للأسبوع الثالث على التوالي، ويتمثل الحصار بانقطاع شبكات الكهرباء والمياه، وشبكات التواصل والإنترنت ونقص في الغذاء والدواء.
وتعد منطقة وادي بردى في القلمون بريف دمشق امتداداً جغرافياً لمنطقة سهل الزبداني التي يحاصرها النظام، وتحقق السيطرة على المنطقة تأمين اتصال جغرافي بين دمشق ومناطق سيطرة حزب الله الإرهابي.