الشرق الأوسط – (ترجمة بلدي نيوز)
قالت صحيفة الشرق الأوسط أنه بالإعلان عن وقف إطلاق النار في سوريا، استطاع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يبعث عدة رسائل، وذلك وفقاً لمصادر مطلعة على التطورات السورية.
فبوساطة روسيا وتركيا دخل وقف إطلاق النار في سورية حيز التنفيذ في منتصف ليل الخميس، وهكذا شهدت سوريا الجمعة- يومها الأول من وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وأوقف الجيش السوري عملياته العسكرية في منتصف الليل، ماعدا العمليات التي تستهدف تنظيم الدولة والجماعات الإرهابية الأخرى.
وأضافت الصحيفة أن الرسالة الأولى وجهها بوتين إلى بلده لإعلام شعبه أن روسيا لن تغرق في حرب مفتوحة في سوريا، والذي يعيد ذكريات أفغانستان والحصيلة التي كان على اقتصاد البلاد تحملها.
وتعتقد المصادر أيضاً أن بوتين يحرص على عدم المشاركة في هذه الحرب لفترة طويلة والذي سيعقد علاقته مع العالم الإسلامي ويهدد مصالحه والروس من خلال تصويره بأنه "الشيطان العظيم".
ووفقاً للمصادر ذاتها، جاء الهجوم الدبلوماسي الروسي قبل أسابيع قليلة بعد دخول دونالد ترامب البيت الأبيض، ونجاح وقف إطلاق النار الحالي في سوريا يشجع إدارة ترامب على التعاون مع موسكو في مكافحة الإرهاب ابتداءً من سوريا، مما ينعكس إيجابا على قضايا أخرى.
وأردفت الصحيفة أن الرسالة الثالثة موجهة لدول المنطقة التي تعاطفت مع الثورة السورية، والتي تفضل أن ترى سورية-روسية بدل أن تصبح سورية–إيرانية، كما أن الحل السياسي في سوريا يعني أن وجود الميليشيات الأجنبية على الأراضي السورية ستتم مناقشته بحضور الجميع، ومن شأن ذلك أن يضع المليشيات العراقية واللبنانية والأفغانية الموالية لإيران في وضع حرج.
وذكرت الصحيفة أن الرسالة الرابعة يوجهها بوتين للمعارضة السورية نفسها، بأن روسيا هي القوة الوحيدة القادرة على -الإقناع والفرض بالقوة- على نظام الأسد بقبول الصفقة، وبالإضافة إلى ذلك، يضمن الاتفاق كل من روسيا وتركيا.
وتختم الصحيفة بالقول "يتم توجيه الرسالة الأخيرة للنظام السوري نفسه، فمن خلال التدخل في الحرب السورية في صيف عام 2015، أنقذت روسيا النظام من الإطاحة، وهو ما كانت إيران غير قادرة على القيام به، كما أن موسكو قد منحت النظام موقفاً قوياً في المفاوضات، وهذا هو السبب في أنها تشعر أنه من حقها مطالبته ببعض التنازلات، خاصة أنها قد تستخدمها لتجنب الدخول في حرب باردة أخرى مع الولايات المتحدة".
