بلدي نيوز – (خاص)
ما زالت المعارضة السورية تلتزم الصمت حيال المشاركة في مؤتمر الأستانة الذي تعتزم كل من روسيا وإيران وتركيا إطلاقه في الفترة القصيرة المقبلة، وتخشى المعارضة الانجرار إلى مسار سياسي جديد يلغي كل المكاسب السياسية التي حققتها من خلال القرارات الدولية التي تنص على ضرورة الانتقال السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية.
وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ياسر الفرحان إنهم "مع الحل السياسي الذي يلبي تطلعات الشعب السوري وينسجم مع القرارات الدولية بالوصول إلى هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية تشمل الحكومة والرئاسة"، مضيفاً أن "أي طرح لاستمرار بشار الأسد غير قابل للتحقيق إن الشعب السوري سيرفضه".
ولفت الفرحان في حديث خاص مع بلدي نيوز إلى أن عودة الأمان والاستقرار لسوريا وعودة 14 مليون مهجر إلى بيوتهم تستوجب أن "يرحل الأسد وزمرته الحاكمة"، وتابع حديثه قائلاً: "إن محاربة الإرهاب لن تكون ناجحة طالما نظام الأسد يحكم في سوريا لأنه يغذي الإرهاب ويتعاون حيناً ويتبادل المصالح معه أحياناً، ومن أجل القضاء على ظاهرة الإرهاب بشكل كامل علينا أن نتخلص من الاستبداد الذي يطبق به على رقاب السوريين"، وقال: إننا "نشترك مع تركيا بالقيم وبالمصالح وهذا سبب ثقتنا الكبيرة بهم".
وفي سياق متصل وجهت موسكو الدعوة للملكة العربية السعودية للانضمام إلى المحادثات الثلاثية، ونقل موقع روسي اليوم عن مندوب موسكو في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين "من المهم للغاية أن هذا البيان (الختامي) يتضمن دعوة الدول الأخرى، التي تتمتع بالنفوذ على الأرض، للانضمام إلى بذل مثل هذه الجهود"، مشدداً على "أهمية اتخاذ السعودية لموقف مشابه (لموقف روسيا وإيران وتركيا) وإطلاقها العمل في هذا الاتجاه".
كما أكد المندوب الروسي أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، نسق مع فريق الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، على موعد المفاوضات السورية، حيث أن دي ميستورا أعلن عن جولة جديدة للمفاوضات في 8 شباط القادم، ولم يعارض تشوركين قيام جولة جديدة للمفاوضات في جنيف، وهذا ما يضع احتمال أن يكون مؤتمر "الأستانة" مكملاً لمسار جنيف ولا يتضارب معه.
وذكر البيان الختامي أن إيران وروسيا وتركيا، تعرب عن استعدادها للمساعدة في بلورة وضمان "الاتفاق، قيد التفاوض، المستقبلي بين حكومة سوريا والمعارضة"، ويعتقدون بقوة أن هذه الاتفاقية سيكون لها دور محوري لخلق الزخم اللازم لاستئناف العملية السياسية في سوريا وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
ووصل صباح اليوم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى العاصمة السعودية الرياض للمشاركة في المؤتمر الوزاري لمجلس التعاون الإسلامي لبحث تطورات الأوضاع الخطيرة في حلب، ومن المنتظر أن يلتقي الوزير التركي مع عدد من المسؤولين السعوديين لبحث الخطة التي تم الاتفاق عليها مع كل من روسيا وإيران حول سوريا، كما سيتم عرضها على المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب.
وتنتظر أنقرة دعم دول الخليج وعلى الأخص السعودية لدعم تلك الجهود والانخراط فيها لإنهاء العنف في سوريا، والبدء بتطبيق الانتقال السياسي ومحاربة الإرهاب.