بلدي نيوز – (خاص)
كشفت مصادر لبلدي نيوز أن فريق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب طلب من المعارضة السورية وضع رؤية واستراتيجية جديدة تراعي التغيرات الجديدة التي طرأت على الساحة السورية، وبخاصة بعد سيطرة نظام الأسد على مواقع المعارضة في حلب.
وأوضحت المصادر أن فريق ترامب كشف للوفد السوري عن بعض الخطط التي سيتبعها ترامب في سوريا، ومنها إقامة منطقة آمنة، بهدف تقاسم النفوذ بين الأطراف السورية وإعلان وقف إطلاق نار في جميع المناطق، ومن ثم العمل على تهيئة الظروف المناسبة بعد عدد من السنوات لعودة شمل جميع المناطق ضمن دولة لا مركزية.
وصرح ترامب مساء أمس الخميس، أمام حشد من مؤيديه، أن الولايات المتحدة ستقوم بإنشاء "مناطق آمنة" في سوريا، وهو ما يعتبر أول إشارة له للدور الأمريكي في الملف السوري منذ انتخابه، ويأتي هذا التصريح عقب سيطرة قوات النظام على الأحياء الشرقية في مدينة حلب.
وقال ترامب "إن ما يجري في سوريا أمر محزن جداً، ولذلك سوف نساعد الناس هناك"، وأردف بأنه سيطلب من دول الخليج تمويل المشروع ، مضيفاً "سنقوم بالمساعدة في بناء مناطق آمنة في سوريا، لذلك سيكون لهؤلاء الناس فرصة".
وقالت المصادر ذاتها المقربة من المعارضة السورية إن فريق ترامب أخبر وفد الائتلاف الذي زار عددا من الولايات الأمريكية الأسبوع الماضي، إن واشنطن ستجري تفاهما مع موسكو لتفعيل وقف إطلاق النار في كامل سوريا، وتوجيه الأطراف بندقياتهم باتجاه تنظيم "الدولة" وفصائل تنظيم القاعدة، وذلك بعد إقامة المنطقة الآمنة، واعتبر فريق ترامب أن ذلك سيقلل من الأضرار الناجمة عن الأزمة السورية وخاصة على دول الجوار، حسب قول المصادر.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز أن ترامب تحدث خلال الحملة حول بناء مناطق آمنة، باعتبارها وسيلة لوقف تدفق موجات اللاجئين إلى أوروبا، ولكن تصريحه مساء أمس يعتبر المرة الأولى التي يكرر فيها الرئيس المنتخب هذا الاقتراح منذ أن بدأت تصله التقارير الاستخباراتية عن سوريا، وحذر بعض المحللين والقادة العسكريين أنه سيكون مشروعا كبيراً ويحتمل أن تكون هناك خطورة وتعقيدات مع وجود الطيران الروسي في السماء السورية.
ورحب عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية موفق نيربية بتصريحات ترامب، وقال بتصريح لبلدي نيوز "مريحاً أبداً الحديث عن اقتراحات وتدابير لاحقة وبرامج قد تتأكد أو لا تتأكد، بعد ما حدث في حلب من تخلٍ للعالم عن أقدم مدينة مأهولة باستمرار ما زالت على قيد الحياة، ويريدون قتلها"، مضيفاً "نحن نرحب باتضاح مواقف الرئيس المنتخب ترامب أكثر فأكثر، ونلاحظ نبرة إنسانية عالية في خطابه البارحة".
ولفت نيربية إلى أن موقف المعارضة السورية من أهمية "الإقلاع بسرعة وانتظام بمشروع المناطق الآمنة أصبح قديماً، وهو ينسجم مع أهداف أصدقائنا في الغرب بوقف سيل المهاجرين إلى هناك، وأهدافنا بالمحافظة على ما بقي من نسيجنا الوطني الذي مزقه بشار الأسد وحلفاؤه في إيران وروسيا إرباً"، معبرا عن أمله بأن تكون تلك أولى الخطوات تجاه تصحيح المسار لقضية الشعب السوري العادلة.