بلدي نيوز – (متابعات)
على كرسيها المتحرك، توفيت المسنة الحلبية "صباح محمد"، التي عجز زوجها عن العثور ولو على طبيب واحد أو مستشفى صغير في شوارع حلب، من أجل معالجة زوجته، في حادثة تختصر المعاناة الكبيرة لسكان المدينة التي تحاصرها قوات النظام وحلفاؤه.
هنا في حي الشعار، وأثناء هروب ساكنيه بعد تقدم قوات النظام السوري والميليشيات الحليفة له، كان أبو محمد يجرّ زوجته على كرسيها المتحرك، بحثا عن من يداويها، ولو مؤقتا، من مرضها الذي تفاقم بفعل نقص الأدوية والمرافق الصحية في حلب المحاصرة.
قبل وفاة زوجته بوقت قصير، تحدث أبو محمد لمراسل الأناضول، عن منزله التي تعرض للقصف، الذي فقد على إثره أبنائه السبعة، المجهول مصيرهم حتى اليوم.
وأبدى الرجل المفجوع في مصير أبنائه، قلقا كبيرا على مصير زوجته المنتظر في حال تعثر الوصول لطبيب أو مستشفى، فالمرض اشتد عليها والمصير المرعب أمام عينيه.
وبعد حديث أبو محمد بوقت قصير، أفاد مراسل الأناضول في المنطقة أن الزوجة المريضة، التي لم تكن تطلب إلا ما يسكن وجعها ويخفف من مرضها، توفيت في الشارع على كرسيها المتحرك، ليبقى الزوج الذي فجع للمرة الثانية بوفاة زوجته، بعد فقدان أبنائه، وحيدا غارقا بالدموع، وسط غياب العالم عن إيقاف مأساة مئات الآلاف من المحاصرين في حلب.