بلدي نيوز – (عمر يوسف)
تراجعت حدة القصف على مدينة حلب (المدينة الشهيدة كما سماها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند) خلال الأيام القليلة الفائتة، ولم يسجل سقوط شهداء من المدنيين كما كان في السابق، بعد حملة شرسة، شنها طيران النظام الحربي والآخر الروسي، خلفت عشرات الشهداء والجرحى، ودمارا واسعا في المرافق العامة والمنشآت الطبية والمدنية في المدينة المحاصرة.
وتشهد المدينة في الأثناء هدوءا حذرا، في الوقت الذي تدور على أطرافها وعدد من أحيائها معارك كر وفر بين قوات النظام والمليشيات الموالية من جهة وفصائل الثوار من جهة أخرى، لا يمكن وصفها بـ المعارك المفصلية، على غرار ما حدث في معركة فك الحصار.
وشكلت الضغوط العالمية والأوروبية تحديدا، عاملا بارزا في التهدئة الروسية، إن صح التعبير، بعد المجازر الدامية التي ارتكبتها بحق السكان المدنيين في حلب، وبات الطيران الروسي والآخر التابع للنظام، يركز على الجبهات والتجهيز لصد هجوم الثوار المحتمل، أو شن هجوم واسع على الأحياء الشرقية من المدينة.
وزارة الدفاع الروسية قالت اليوم الخميس، إن "الطائرات الحربية الروسية والسورية لم تحلق" على مسافة أقل من عشرة كيلومترات من مدينة حلب السورية لمدة تسعة أيام، وهو ما نفاه ناشطون.
وأضافت وزارة الدفاع الروسية، على لسان متحدثها إيغور كوناشينكوف، أن الطيران الحربي الروسي والسوري لم يقترب من حلب خلال الأسبوع الماضي كله، وهو ما شكك به ناشطون من مدينة حلب المحاصرة.
وما أثار الريبة والشك من ما تبيته روسيا لحلب، ما حدث ليل أمس، حيث قامت قوات النظام بإلقاء قنابل ضوئية في أجواء المدينة، وسط أنباء عن وصول وفد عسكري رفيع، يعتقد أنه روسي إلى حلب، بمروحيات حطت داخل مناطق سيطرة النظام.
هذه التحركات سبقها قبل أيام إرسال موسكو كل سفن أسطول الشمال وبعض سفن أسطول البلطيق إلى البحر الأبيض المتوسط لتعزيز الحملة العدوانية في سوريا، وفقا لما ذكرت وكالة رويترز، فيما وصف بأنه "إشارة غير ودية" وسط حديث يدور عن "أكبر عملية لنشر القوات منذ نهاية الحرب الباردة".
حول هذا الهدوء المريب ونوايا روسيا المُبيتة، يرى الصحفي السوري "فراس ديب" أن "اصطدام روسيا بإصرار أهالي حلب على التمسك بمناطقهم ورفضهم الخروج منها، شكل عقبة أمام مخطط إفراغ المدينة وإعادة تسليمها للنظام، ولذلك المتوقع هو استكمال لسياسة الأرض المحروقة التي انتهجها الروس منذ بداية التدخل العسكري في سوريا".
وفيما يخص تداعيات التدخل الروسي في حلب، نفى "ديب" أن يكون هناك ردود فعل حقيقية تجاه روسيا سواء من الولايات المتحدة أو حلف الناتو، في المدى المنظور على الأقل قبل انتهاء سباق الوصول إلى البيت الأبيض.
وفي سابقة خطيرة، تنذر بكارثة يمكن أن تحل بالمدينة المحاصرة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، إن روسيا لا خيار أمامها سوى تطهير ما أسماه "بوكر الإرهابيين" في مدينة حلب، على الرغم من حقيقة وجود المدنيين في المدينة أيضا.
وقال بوتين إن وضع الضحايا المدنيين في الصراعات لا بد وأن يثير الأسى في كل مكان وليس في حلب فحسب، مشيرا إلى المدنيين الذين قتلوا حول الموصل بالعراق.
وأضاف بوتين "ينبغي أن تقرع الأجراس لكل الضحايا الأبرياء وليس في حلب فقط".
مبرراً بذلك قتل المدنيين في المدينة سابقاً، ومؤكداً على استمرار نهج القتل، وأنه شيء طبيعي ولا بد من حدوثه في الحروب!..