بلدي نيوز – إسطنبول (غيث الأحمد)
جاء رد فعل روسيا عكسياً على تصريحات المسؤولين الأمريكيين بنية تزويد المعارضة السورية بصواريخ محمولة على الكتف مضادة للطيران، إضافة إلى التصعيد السياسي الخطير ضد موسكو من قبل واشنطن وحلفائها الغربيين في مجلس الأمن، وإعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في قصف قافلة المساعدات الأممية الشهر الماضي.
وذكرت صحيفة روسية في الذكرى السنوية الأولى لتدخلها المباشر في سورية أمس السبت، أن موسكو عززت قاعدتها الجوية في سورية بعدد من قاذفات القنابل وتستعد لإرسال طائرات هجوم أرضي إلى هناك، في الوقت الذي تكثف دعمها للقوات الحكومية السورية بعد انهيار خطة لوقف النار.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري روسي قوله إن "عدداً من المقاتلات من طراز سوخوي - 24 وسوخوي - 34 وصلت إلى قاعدة حميميم الجوية"، وأضاف: "إذا دعت الحاجة ستعزز القوة الجوية خلال يومين وثلاثة أيام. وطائرات الهجوم الأرضي سوخوي - 25 المقرر أن تتجه إلى حميميم اختيرت مع وحداتها وأطقمها وفي حالة الاستعداد بانتظار أوامر القادة".
وتقود روسيا منذ 30 أيلول/سبتمبر 2015 أوسع عملية عسكرية خارج حدودها منذ انسحاب القوات السوفياتية من افغانستان في 1989، بعد حرب امتدت لعشر سنوات منيت بها القوات السوفيتية بهزيمة كبيرة على يد حركة طالبان التي تلقت دعماً من الولايات المتحدة وبريطانيا والمملكة العربية السعودية وباكستان.
وجاء القرار الروسي بزيادة حجم قواتها الجوية في سورية دون أن يعطي أي اعتبار للتهديدات الأمريكية بتجميد التعاون الديبلوماسي معها، ودعوات المنظمات غير الحكومية لوقف حمام الدم في أحياء حلب الشرقية والتي يحاصرها النظام ويضعها تحت وابل من القصف الجوي.
وتحاول روسيا من خلال هذا القرار بالظهور بدور القوي والقطب الأخر للولايات المتحدة الأمريكية، وعدم القبول بأي ابتزاز، والاستمرار بالمعركة حتى حسمها لصالح النظام مستفيدة من دخول إدارة أوباما أشهرها الأخيرة وعجزها عن القيام بأي فعل، وهددت موسكو بأن أي عدوان أمريكي مباشر على دمشق وجيش النظام سيؤدي إلى تغيرات مزلزلة في الشرق الأوسط.
كما أن ما تقوم به روسيا يعتبر خطوة تصعيدية في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين، وعلى الأخص واشنطن، حيث أخذ بوتين الاستباقية لأي إجراء يعمل عليه أوباما لاستهداف قواتها في سورية وإعادة تجربة أفغانستان عام 1989.
وشنت الطائرات الروسية في أغلب الأحيان غارات جوية ضد المعارضة السورية متجاهلة مناطق تنظيم داعش باستثناء طردهم من مدينة تدمر في وسط سورية.