بلدي نيوز- إدلب (أحمد رحال)
يعاني القطاع الصحي في محافظة إدلب من صعوباتٍ فائقة في تنفيذ مشاريعه الطبية، بسبب القصف الممنهج من قبل الطائرات الحربية الروسية والسورية، على المنشآت الطبية في المحافظة.
مدير صحة إدلب، الدكتور"منذر خليل" قال في لقاء خاص مع "بلدي نيوز" إن "معظم المنشآت الطبية في محافظة إدلب، من مشافي ومراكز رعاية صحية، ومراكز طبية تخصّصية، ومراكز التلقيح، تتعرض لقصفٍ شبه مستمر، من قبل الطائرات الحربية خصوصاً في الآونة الأخيرة بعد تدخل الطائرات الحربية الروسية لدعم النظام السوري".
وأضاف الدكتور خليل: "خلال هذه الفترة -أي منذ التدخل الروسي بتاريخ 30/9/2016 تم قصف 12 مشفى، مما أدى لخروج بعضها عن الخدمة بشكلٍ نهائي، كمشفى "أطباء بلا حدود" بمدينة "معرة النعمان" بريف إدلب الجنوبي والذي تهدم بشكلٍ كامل، واستشهد جراء قصفها 10 أشخاص من الكادر الطبي العامل فيها، كما تم نقل بعض تجهيزات المستشفيات الأخرى، إلى مناطق جديدة بعد خروجها عن الخدمة كمشفى "الأمل" ببلدة "ملس" التي تهدمت بكاملها، أما بعضها الآخر ما زالت تعمل بشكل جزئي بما يلبي الحاجات الإسعافية البسيطة، كما طال القصف المنظومات والفرق الإسعافية، كمنظومة شام ومنظومة KSRP بالإضافة إلى المراكز الطبية التخصصية، كمركز بنك الدم ومركز التلاسيميا".
وعن أوضاع الكادر الطبي، يقول الدكتور منذر الخليل: "منذ بداية الثورة السورية وحتى الآن، فقدنا أكثر من 182 شهيداً من الكوادر الطبية الناشطة في المحافظة، كما يوجد حوالي 700 معتقل من الأطباء والممرضين من هذه الكوادر في سجون النظام".
ولدى سؤاله عن الأجهزة الطبية الضرورية وتوافرها، نوّه الدكتور منذر: "هنالك نقص حاد في الأجهزة والمعدات الطبية، وانعدام وجود بعضها كجهاز الرنين المغناطيسي، المفقود تماماً من جميع الأراضي السورية المحررة، كما لا يوجد إلا عدد قليل من أجهزة الطبقي المحوري المستهكلة والدائمة الأعطال".
وأضاف: "هنالك أيضاً نقص شديد في الأدوية، وبالذات أدوية السرطانات والأدوية الكيماوية، وكذلك الأنسولين المختلط لمرضى السكري، هذه المشاكل تضطرنا إلى نقل المرضى للمستشفيات التركية، التي تعد بحد ذاتها مأساة أُخرى".
وتحدث الخليل عن تفعيل جهاز الرقابة الدوائية، مؤخراً، الذي يحتوي على 3 مخابر، جرثومي وكيميائي وفيزيائي، ترفده كوادر متخصصة من أطباء ومخبريين، حيث يقوم هذا القسم بمراقبة الأدوية التي يتم إدخالها إلى المناطق المحررة من المعابر الرسمية التركية كمعبر باب الهوى، بالإضافة إلى المعابر الغير رسمية، حيثُ تمَّ ضبط العديد من الشحنات الدوائية، المخالفة للشروط، عند المعابر بين المناطق المحررة ومناطق النظام".
وتابع: "خلال العام الفائت قمنا بتنفيذ 13 حملة لقاح لشلل الأطفال، وحملتين للحصبة، وحملتين لقاح روتيني، كما ننوي استكمال حملات لقاحية بالفترة المقبلة، وإنشاء مراكز ثابتة متعدّدة في محافظة إدلب، بالتنسيق مع منظمة الصحّة العالمية، واليونسيف ".
وأضاف الدكتور منذر: "يجري بمحافظة إدلب بشكلٍ شهري قرابة 8500 عمل جراحي مجاني، حيث يُقدر عدد المستفيدين من الخدمات الطبية المجانية، قرابة 300 ألف شخص شهرياً، بسبب كثرة عدد المصابين والجرحى جراء القصف المستمر".
واختتم الطبيب حديثه بالقول: "هنالك شعور بالخذلان الكبير لدى الفرق والطواقم الطبية، من المجتمع الدولي ومنظماته المعنية، حيث ينعدم الدعم للمشاريع الطبية في المناطق المحررة، عكس ما يحصل في مناطق سيطرة النظام، المدعومة بالعديد من المشاريع الطبية الثابتة والتي تّتصف بالاستمرارية".