تعد مشاركة وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في الاجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية، الذي سيعقد اليوم الثلاثاء في القاهرة، حدثاً ذا أهمية كبيرة. فهذه المشاركة هي الأولى لتركيا منذ 13 عاماً، ما يعكس تحولاً في علاقاتها مع العالم العربي، خاصة في ضوء التوترات التي شهدتها المنطقة خلال العقد الأخير.
تأتي دعوة تركيا لحضور هذا الاجتماع في دورته العادية رقم 162 كمؤشر على اهتمام متزايد بدور تركيا الإقليمي. وسيُناقش فيدان خلال مشاركته قضايا حيوية، مثل التطورات في قطاع غزة والعلاقات التركية العربية، وفقاً لما أكدته وكالة "الأناضول". كما أوضح مصدر دبلوماسي تركي لوكالة "رويترز" أن أنقرة تسعى إلى تعزيز العلاقات المؤسسية مع الدول العربية بهدف تعزيز التعاون وحل القضايا الإقليمية.
من الجدير بالذكر أن قبول النظامفي سوريا لمشاركة تركيا في القمة جاء رغم فشل محادثات التطبيع بين الجانبين في الآونة الأخيرة. ويُشير إلى أن دمشق، رغم التحفظات، قررت تجاوز الخلافات السابقة. وقد لعبت القاهرة دوراً محورياً في تسهيل مشاركة تركيا، بما في ذلك الاجتماعات الأخيرة بين فيدان وأمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط وسفراء الدول العربية.
وبناءً على هذه التطورات، قامت الجامعة العربية بإلغاء اللجنة المخصصة لبحث التدخل التركي في الشؤون العربية، وهو ما يعكس تحسناً ملحوظاً في العلاقات.
خلفية التوترات بين تركيا والعالم العربي:
شهدت العلاقات التركية العربية توترات عديدة خلال السنوات الماضية، لا سيما بسبب الخلافات حول ملفات سوريا وليبيا ومصر والصومال، إلى جانب الأزمة الخليجية. وقد وجهت الجامعة العربية مراراً انتقادات لدور تركيا في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بعملياتها العسكرية في سوريا والعراق.
التطبيع التركي مع الدول العربية:
رغم تلك التوترات، نجحت تركيا في الآونة الأخيرة في إعادة بناء علاقاتها مع دول مثل السعودية، الإمارات، ومصر، بعد سلسلة من المبادرات الدبلوماسية. كما سعت تركيا للتطبيع مع النظام السوري في أواخر عام 2022 بوساطة روسية، إلا أن تلك المفاوضات لم تؤدِ إلى نتائج ملموسة حتى الآن.
دلالة المشاركة التركية:
مشاركة فيدان في الاجتماع تشير إلى تغييرات ملموسة في السياسة الخارجية التركية تجاه العالم العربي. ويُعتبر هذا الاجتماع فرصة لأنقرة لتوطيد علاقتها مع جامعة الدول العربية وتعزيز دورها في حل الأزمات الإقليمية، مما يمهد الطريق لتعزيز التعاون المستقبلي.