بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
اعتبر "الدفاع المدني السوري"، أن احتراق محطات تكرير النفط، شمال سوريا، من أخطر الكوارث التي تنعكس تداعياتها بيئياً واقتصادياً، وتجلب معها تدميراً هائلاً وخسائر باهظة، فضلاً عن تهديداتها للأرواح والصحة العامة.
وجاء تعليق المؤسسة ردّاً على مقتل فتى بعمر 17 عاماً، إثر حريق ضخم اندلع في محطة لتكرير وبيع الوقود على طريق عفرين - إعزاز شمالي حلب، مساء أمس الأربعاء 25 تشرين الأول، والتي وصفته بالحريق الأكبر من نوعه الذي تستجيب له فرق الإطفاء في المؤسسة في محطات الوقود خلال هذا الشهر.
وقالت المؤسسة، إن فرقها تمكنت من إخماد الحريق بعد عمل متواصل استمر أكثر من 4 ساعات في ظل صعوبات كبيرة بسبب درجات الحرارة المرتفعة جداً، والدخان الكثيف، وانتشار النيران، وانفجار خزانات الوقود في المحطة، التي أعاقت عمل الفرق وتسببت بحالات اختناق بينهم.
وبينت أن فرقها عثرت على جثمان الطفل أثناء عمليات إخماد الحريق وبعد بلاغٍ من أحد عمال المحطة عن فقدانه، وانتشلت جثمانه وسلمته لذويه، وواجهة فرق الإطفاء صعوبات كبيرة خلال العمل، بسبب الانفجارات في خزانات الوقود، ودرجات الحرارة المرتفعة جداً، والدخان الكثيف، ما تسبب بإصابة متطوعين اثنين من فرق الإطفاء بحالة اختناق على الرغم من اتخاذهما تدابير الأمن والسلامة.
وشارك في عملية إخماد الحريق 110 متطوعين من الخوذ البيضاء، موزعين على 15 فريقاً، و 3 سيارات إطفاء، و 13 صهريج ملحق للإطفاء، و 14 سيارة خدمة وتدخل سريع، و 3 سيارات إسعاف، وسيارتين لغرفة العمليات، وفريق إعلامي، ونتج عن الحريق خسائر كبيرة في المحطة وشاحنات لنقل الوقود و 5 صهاريج و 9 خزانات تستعمل للتخزين وتصفية الوقود.
وكانت إحصائيات حرائق محطات تكرير وبيع الوقود مرتفعة في هذا العام بحسب تقرير المؤسسة، وترجح لأسباب كثيرة، وأهمها طبيعة العمل الخطرة في تسخين المواد البترولية لتكريرها، وعدم اتخاذ اجراءات الأمن والسلامة.
يشار إلى أن فرق المؤسسة استجابت منذ بداية العام الحالي 2023 حتى يوم 22 تشرين الأول لـ 117 حريقاً في محطات تكرير وبيع الوقود في شمال غربي سوريا، تسببت هذه الحرائق بإصابة 3 عمال بحروق.
وأخمدت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري منذ بداية العام الحالي 2023 في مناطق شمال غربي سوريا، 2449 حريقاً في 409 مدينة وبلدة وقرية، تسبب هذه الحرائق بوفاة 18 مدنياً بينهم 13 طفلاً و امرأتان، وإصابة 105 مدنيين بينهم 28 طفلاً و28 امرأة بحروق وحالات اختناق.