بلدي نيوز
تشهد محافظتا السويداء ودرعا جنوب العاصمة دمشق قرب الحدود مع الأردن، مظاهرات واحتجاجات تطالب بإسقاط النظام، إلى جانب الاحتجاج على تردي الأوضاع المعيشية، فضلا عن مطالبهم الحقوقية التي أعلنوا عنها في الساحات وأماكن التجمع العامة في المحافظتين.
وتسود حالة من الغضب الشعبي في مناطق سيطرة النظام على خلفية ارتفاع أسعار المحروقات والتي طالت تداعياتها مختلف القطاعات الحيوية في البلاد، بالإضافة لارتفاع أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية.
ففي السويداء، خرجت القرى والبلدات بمظاهرات حاشدة طالبت بإسقاط النظام السوري، والإفراج عن المعتقلين، وترافقت مع إغلاق كامل للطرقات المؤدية للمحافظة، كما أغلقت الدوائر الرسمية أبوابها ومعظم المحال التجارية، وأعلنت الجامعات تأجيل الامتحانات بالتزامن مع هذا الحراك المدني.
ووثقت شبكة "السويداء 24" احتجاجات في 42 نقطة اليوم الأحد، تجاوب مع دعوات الإضراب العام التي استجاب لها سكان المحافظة بشكل ملفت، وغير مسبوق منذ عام 2011.
وشهدت ساحة السير/الكرامة تجمع أنباء المحافظة الذين خرجوا في مظاهرة حاشدة، بعد وصول حشود كبيرة من القرى والبلدات، ورفعوا شعارات تطالب بتطبيق قرار مجلس الأمن 2254، وهتفوا للحرية، وطالبوا بإسقاط النظام السوري، كحل وحيد يخرج البلد من دوامة الانحدار.
كما خرجت مظاهرات في مدن وبلدات وقرى ذيبين، سالة، بوسان، الثعلة، بكا، سهوة الخضر، مياماس، شقا، عرمان، خلخلة، الصورة الصغيرة، مجادل، المجدل، العانات، شهبا، نمرة شهبا، الكفر، القريا، المشنف، مفعلة، قنوات، الشبكي، الحريسة، سميع، المزرعة، ولغا، أم الزيتون، عريقة، الرحا، أم الرمان، سهوة البلاطة، نجران، سليم، عتيل، كفر اللحف، المنيذرة، ريمة حازم، المجيمر، عرى، حران، الغارية.
وهتف المتظاهرون بـ "سوريا لنا وما هي لبيت الأسد"، "الله.. سوريا.. الشعب وبس"، "الموت ولا المذلة"، "برا برا برا.. بشار يطلع برا"، "الشعب موجوع نحنا طلعنا وما في رجوع"، "يابشار ويا نمرود السويدا قلعة الصمود".
من جانبها تشهد محافظة درعا على مدار الأيام الأربعة الفائتة مظاهرات حاشدة، منها في درعا البلد التي رفع المتظاهرون أعلام الثورة وطالبوا برحيل بشار الأسد، والإفراج عن المعتقلين. كما خرج أهالي مدن وبلدات وقرى إنخل وتل شهاب وصيدا جاسم ونوى وطفس والحراك وبصرى الشام وتل شهاب وقرية المسيكنة الغربية وجلين، بمظاهرات حاشدة طالبت بإسقاط النظام والإفراج عن المعتقلين، وقطعوا الطرقات بالإطارات المشتعلة.
يشار إلى أن الاحتجاجات التي تشهدها السويداء وباقي المدن الخاضعة لسيطرة النظام، تأتي على خلفية تدهور الأوضاع الاقتصادية، والقرارات الجائرة، التي كان آخرها رفع أسعار المحروقات. ويؤكد مراقبون أن رقعة الاحتجاجات قد تتوسع في الأيام المقبلة في باقي المدن السورية الواقعة تحت سيطرة النظام، نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية.
وتشهد محافظتا درعا والسويداء منذ سنوات حالة من الفوضى والفلتان الأمني على خلفية انتشار عصابات الخطف والسلب بشكل كبير، في ظل غياب الدور الأمني للنظام، في حين تواصل أجهزته الأمنية حملات الاعتقال في محافظة درعا، على الرغم من التعهدات والضمانات التي قدمها الجانب الروسي لأهالي المحافظة في عمليات التسوية مع النظام التي انطلقت عام 2018.
وفاقم ارتفاع أسعار المحروقات التي عصفت بمناطق سيطرة النظام مؤخرا من معاناة أهالي المحافظتين معيشيا وخدميا، في حين تواجه شريحة واسعة من سكان المحافظتين أسوأ واقع معيشي على الإطلاق، حيث الغلاء الفاحش في أسعار معظم السلع الأساسية والبطالة المستشرية بين الشباب.