باحثة اقتصادية تحذر من تعويم سعر صرف الليرة السورية

بلدي نيوز - (فراس عزالدين)

كشفت الباحثة اﻻقتصادية الموالية، رشا سيروب، أنه لا يمكن نجاح تعويم سعر الصرف في سوريا مؤكدة أنه سيزيد من تدهور الاقتصاد.

وقالت "سيروب" إن تعويم سعر الصرف لا يمكن أن ينجح في سوريا، من حيث أنه نظام يناسب الاقتصاديات القوية، وله متطلبات غير متوافرة لدى الاقتصاد السوري الذي أرهقته الحرب، وأن أي تفكير بتعويم الليرة السورية هو تفكير خاطئ يهدّد الأمن القومي، وسيؤدي -في حال تنفيذه- إلى تسريع حركة هبوط الاقتصاد نحو مزيد من الهاوية.

وبحسب "سيروب"، فإن تعويم العملة المحلية بحاجة إلى متطلبات، لا يمكن تلبيتها في ظل الواقع الاقتصادي المأزوم الذي تعيشه سوريا، من هذه المتطلبات وجود وفرة في الاحتياطي الدولي (القطع الأجنبي) حتى يكون المصرف المركزي قادرا على التدخل كبائع للعملات الأجنبية (ضخ حاجة السوق من القطع الأجنبي) عند انفلات سعر صرف الليرة السورية.

وأضافت أن التعويم يتطلب اقتصادا قويا قادرا على تعزيز الاحتياطي الدولي بشكل مستدام، أي اقتصاد يتمتّع بقطاع تصديري قوي، وقادر على تلبية حاجات المواطنين من السلع والخدمات من الإنتاج المحلي وليس عبر الاستيراد، وهو ما يفتقده الاقتصاد السوري في هذه المرحلة، حيث تحول الميزان التجاري للسلع والخدمات إلى قيم سالبة وصلت إلى ما يقارب 50% من مجمل الناتج المحلي الإجمالي في العام 2021، لذلك فإن سوريا ليست في ظرف يخوّلها تعويم الليرة، فالوقت غير ملائم لتحرير سعر الصرف، ما يشير إلى استبعاد خيار تعويم الليرة السورية حتى كفكرة.

وعادت "سيروب" لتؤكد أنه لا يمكن اللجوء إلى خيار التعويم، إذ لا تمتلك سوريا سيولة دولارية كافية لمواجهة المضاربة على الليرة السورية، وحتى لو استطاع المصرف المركزي التدخل، فسيكون تدخلا مؤقتا ذا منعكس بسيط وقصير جدا، إذ لا يوجد إمكانية لاحقة لترميم الاحتياطي النقدي الذي تمّ استنزافه في حال التدخل، وبالتالي عدم القدرة على الحفاظ على سعر صرف الليرة السورية على الأمد الطويل.

ويتوقع خبراء اقتصاد موالون أن "تعويم الليرة السورية" سيعمق من انهيار الواقع اﻻقتصادي، مقابل أصواتٍ أخرى تدعو إلى "التعويم" وترك تقييم سعر الصرف لنظرية العرض والطلب في السوق.

وشهد سعر الصرف خلال الأشهر القليلة الماضية انهيارا حادا، مسجلا أدنى مستوى له في تاريخ البلاد، ومتجاوزا عتبة 13 ألف ل.س للدوﻻر اﻷمريكي الواحد، قبل أن يبدأ بالتحسن الطفيف في افتتاح تعاملات اليوم الثلاثاء 1 آب/أغسطس 2023.