بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
ﻻ تزال الحدائق العامة، وبعض المروج الخضراء التي بقيت، محط اهتمام الدمشقيين، في مثل هذه اﻷوقات من العام، كبديل عن دخول "المطاعم"، التي تستنزف جيوبهم "شبه الفارغة"، كما يحلو للبعض وصفها.
تكاليف محدودة
يجمع من تحدثوا لبلدي نيوز، في العاصمة دمشق وريفها، أن البحث عن الرفاهية في هذا الجو الحار، أمر ضروري، لكن التكاليف المرتفعة تفرض نفسها على اﻷسرة.
يبحث عادل وهو موظف في القطاع العام، عن أفضل وسيلة لترفيه عائلته، وبأقل التكاليف، ليجد أن فرصة الجلوس في أحد المروج القريبة من بيته في مشروع دمر، تلبي طموحه.
تقاسم التكلفة
ﻻ يختلف الشباب عن فكرة التوفير، حتى وإن كان بعضهم يعمل موظفا في القطاع الخاص، وبحسب عبدالرزاق، وهو موظف في إحدى القطاعات الخاصة بدمشق، فإنّ التشاركية هذه اﻷيام مطلوبة.
ويشرح عبدالرزاق لبلدي نيوز فكرته، قائلا "المسألة ببساطة أن نتقاسم تكلفة ما نشتريه من فحم ومعسّل للنرجيلة، وكذلك ما نحضره معنا من طعام، غالبا ما يتم اختيار اﻷرخص، ونبتعد عن اللحوم دون شك"، وأضاف "الهدف هو الترفيه واﻻبتعاد عن هموم الحياة وظروفها".
ويفضل عبدالرزاق وأصحابه الخروج إلى بعض المروج الخضراء، في منطقة الربوة القريبة من دمشق، والجلوس لساعات على اﻷرصفة.
المطاعم للأثرياء
يجمع من تحاورت بلدي نيوز معهم أن دخول "المطاعم للأثرياء" فقط هذه الأيام، إذ ﻻ تقل فاتورة المطعم عن 400 ألف ل.س، مقارنة بالعام الفائت 2022، بالتالي، وكما تقول الشابة سارة، وهي موظفة في القطاع العام، "ﻻ مكان لنا أومقعد في المطعم مع رواتبنا الهزيلة".
عادات حاضرة
يعتبر السيران يوم الجمعة أحد أبرز عادات الدمشقيين، فهذا الطقس حاضر في ذاكرتهم، ويحاولون إحياءه بأبسط الطرق، على أمل تحسن اﻷوضاع، واﻻنفراجة التي طال انتظارها.
ويزور الدمشقيون في "السيران" وهو المصطلح الشعبي للرحلة خارج المنزل في أيام العطلة والجمعة تحديدا، مناطق مثل الربوة والزبداني أو مرج السلطان والغوطة الشرقية، أو حتى بعض المطاعم كما كانت العادة، لكن ارتفاع التكاليف جعل اﻷمر شبه مستحيل.
التخلص من الضجر
يختار بعض الشباب الخروج من منازلهم هربا من حرارة الطقس، وازدياد ساعات التقنين الكهربائي، مفضلين شرب فنجان قهوة أو عصيرا باردا، بالقرب من "الربوة"، في أوقات الفراغ ويضحك سامر وهو طالب في كلية اﻻقتصاد قائلا "الرحلة ذهابا وإيابا تكون سيرا على اﻷقدام، تزيد النشاط وتنهك الجسم، وتفرغ السلبية التي تسيطر علينا في هذه اﻷيام العصيبة".
متنفس الدمشقيين
بقيت الحدائق العامة والمروج في بعض المناطق القريبة من العاصمة دمشق، متنفس الدمشقيين الوحيد هذه اﻷيام، خاصة تلك العائلات التي يعتبر مدخولها الشهري ضعيف ومتدنٍ.
يذكر أن "وجبة الطعام" تتجاوز اليوم قيمتها 40 ألف ل.س للشخص الواحد، في مطاعم دمشق.
وبلغ وسطي تكاليف معيشة الأسرة السورية (مكوّنة من خمسة أفراد)، في مناطق النظام، مع انقضاء النصف الأول من عام 2023، 6.5 مليون ل.س، أما الحد الأدنى فوصل إلى 4,100,111 ل.س. وفقا لدراسة قدمتها صحيفة "قاسيون" الموالية.
وكشفت ذات الدراسة أن اﻷجور خلال الشهور الأخيرة من عام 2023 غير قادرة سوى على تغطية 1.4% من وسطي تكاليف المعيشة. في حين لا تزيد أجور الموظفين عن 92 الف ل.س (ما يعادل 10دوﻻر أمريكي).