بلدي نيوز – إسطنبول (غيث الأحمد)
اتهمت أطراف في المعارضة السورية الولايات المتحدة الأمريكية بالكيل بمكيالين، بعد تدخلها لإيقاف طائرات نظام الأسد في الحسكة من استهداف ميليشيا الـ "ب ي د"، في حين أنها تمنع إقامة حظر جوي فوق أرجاء سورية لتعطيل آلة القتل الأولى التي يستخدمها النظام بحق المدنيين والتي كلفت مئات الآلاف من الأرواح، وتهجير الملايين من منازلهم، إضافة إلى تدمير قسم كبير من المدن.
وأوضح رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف أسعد الزعبي في تصريح خاص لبلدي نيوز أن أمريكا تكيل بمكيالين في سورية، فهي لم تقبل بإنشاء منطقة حظر جوي لإنقاذ أرواح مئات الآلاف من السوريين، مضيفاً إنها اليوم تدافع عن ميليشيا ارتكبت انتهاكات عدة بحق المدنيين بمختلف أطيافهم، وتحرك طائراتها لحمايتهم من طيران النظام.
ولفت الزعبي إلى أن ثورة الشعب السوري على مدى أكثر من خمس سنوات أسقطت العديد من الأقنعة، مشيراً إلى أن "أمريكا لم تقدم الدعم للثوار حتى في قتالهم ضد تنظيم داعش، وهذا ما جعلهم يخسرون العديد من المناطق لصالح التنظيم المتطرف".
وأضاف "نريد من واشنطن أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة في حماية المدنيين كونها عضو دائم في مجلس الأمن وأن تمنع طائرات نظام الأسد من التحليق فوق الأجواء السورية لقصف المدنيين".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بيتر كوك للصحفيين، أمس الاثنين في مؤتمر صحفي "سندافع عن عناصرنا في الميدان، وسنفعل ما يلزم دفاعا عنه.. ننصح النظام بأن يبقى بعيدا عن هذه المناطق".
وكانت واشنطن قد أرسلت الأسبوع الماضي للمرة الأولى مقاتلات قرب الحسكة لحماية قوات خاصة تابعة لها تقدم المشورة لميليشيا الـ"ب ي د" الذين استهدفهم قصف شنته قوات النظام على مدى يومين متتاليين.
ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خلال تصريح صادر عن مكتبه الإعلامي مساء أمس، استهداف المدنيين في مدينة الحسكة من قبل نظام الأسد وميليشيا الاتحاد الديمقراطي "ب ي د"، إضافة إلى استخدامهم رهائن في مواجهات بين طرفين كانا حتى وقت قريب ضمن حلف واحد للإضرار بالثورة وأهدافها.
ولفت الائتلاف إلى أن الطرفين سبق لهما ارتكاب جرائم طالت المدنيين السوريين، وقاما بعمليات اعتقال وتعذيب وقتل وتهجير للسكان والناشطين، كما حصل مؤخراً بقيام منظمات تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي"ب ي د" باعتقال قياديين وناشطين من المجلس الوطني الكردي وخطف وترحيل رئيس المجلس إبراهيم برو.
ودعا الائتلاف أبناء الشعب السوري في مدينة الحسكة بكافة مكوناته إلى الحذر واليقظة لتفويت الفرصة على ألاعيب النظام، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف قصف المدنيين العزل.
وأشار الائتلاف إلى أن النظام المعروف بتعاونه مع منظمات إرهابية واستخدامها لخدمة أهدافه ومآربه يسعى مرة أخرى لضرب الثورة وتقويض أهدافها النبيلة، ولكن الشعب السوري بكل مكوناته وقواه وأحزابه وفصائله سيبقى موحداً لتحرير بلده من الاستبداد والاحتلال والإرهاب، وبناء سورية الحامية لكل أبنائها، والضامنة لحقوقهم وكرامتهم.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تستعد في قوات المعارضة السورية لشن هجوم واسع بهدف السيطرة على مدينة جرابلس المتاخمة للحدود مع تركيا بريف حلب، وطرد تنظيم داعش منها، وذلك في خطوة من شأنها أن تبدد آمال ميليشيا الـ "ب ي د" في توسيع مناطق سيطرتهم لتصبح على كامل الشريط الحدودي مع تركيا.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو يوم الاثنين إن منطقة الحدود مع سوريا يجب "تطهيرها تماما" من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وإن أنقرة ستواصل دعم العمليات في المعركة ضد المتشددين.