بوتين على خطى "هتلر" في سوريا - It's Over 9000!

بوتين على خطى "هتلر" في سوريا

بلدي نيوز - (أحمد عبد الحق)
شكل تقدم فصائل المقاومة السورية في الشمال السوري قلقاً كبيراً للروس في الآونة الأخيرة، لا سيما بعد مئات الضربات الجوية التي شنتها انطلاقا من قاعدة حميميم، والتي استهدفت الحاضن الشعبي لفصائل المقاومة السورية بدون أن يكون لها تأثير حقيقي على الوضع الميداني، ليزداد القلق في الأشهر الأخيرة، نتيجة المقاومة الكبيرة على جبهات حلب المختلفة، والتي اضطرت روسيا لوضع ثقلها الكامل فيها، حتى تحدث بعض التقدم أو توقف تقدم الثوار لاسيما معارك العيس، ومعارك ريف اللاذقية التي سبقت حصار حلب، والتي تلتها معركة حلب الكبرى، والهزيمة المنكرة التي تعرضت لها قوات النظام وحلفائها، رغم الدعم الروسي الهائل مادياً وعسكرياً.
لعل أبرز العوامل التي ساعدت المقاومة على الصمود والنصر مع بدء العدوان الروسي قبل قرابة العام، هو امتصاصهم للضربة الأولى، التي حاولت روسيا عبرها إلحاق أكبر خسائر ممكنة في البيئة الحاضنة لفصائل المقاومة، إضافة لاستهداف البنی التحتية والمركز الحيوية في سوريا، إضافة لاستهداف نقاط الثوار، لكن فصائل الثوار امتصت الضربة بنجاح، بسبب التكتيكات المختلفة التي اتبعتها، وما تضمنته من عمليات نقل للمقرات وتوزيع للقدرات العسكرية على مساحات واسعة، خفضت التأثير الحقيقي للآلة العسكرية الروسية على القدرات العسكرية لهم، ما دفع الروس والأسد للانتقام من المدنيين.
المدنيون يدفعون الثمن
نتيجة للفشل الروسي في ضرب الثوار، واستمرار الصمود على جبهات عدة في حلب واللاذقية، بل تجاوز ذلك للمبادرة ببدء معارك ضد قوات النظام، في خان طومان والعيس وكنسبا، ومعركة كسر الحصار الأخيرة، وتحقيقهم انتصارات كبيرة، رغم كثافة القصف الروسي المساند لقوات النظام، دفع روسيا لأخذ منحى جديد من العدوان على المناطق المحررة، لاسيما في الشمال السوري، حيث تتركز الكثافة الأكبر للضربات الروسية على محافظات حلب وإدلب واللاذقية، فكان خيارهم برفع مستوى ضرب الحاضنة الشعبية، وتدمير المرافق الحيوية الأساسية في المناطق المحررة، بهدف إضعافها، واشغالها عن الجبهات بالمجازر والقتل اليومي، وفي محاولة مستمرة منذ خمس سنوات للضغط على الثوار عبر الضغط على الحاضن الشعبي.
فقد شهدت مدينة حلب وريفها حملة قصف عنيفة وغير مسبوقة خلال الأشهر الماضية، طالت جميع أحياء المدينة والمدن والبلدات شمالي غربي حلب، مخلفة العشرات من المجازر بحق المدنيين، إضافة لتدمير غالبية المنشآت الخدمية، من مشافي ومدارس ومعامل ومساجد في المدينة وريفها، حيث أجبرت الألاف من المدنيين على النزوح من قراهم وبلداتهم، بعد أن حولتها لركام، ودمرت أكثر من 60 بالمئة من المباني السكنية، وأكثر من 80 بالمئة من المشافي والمراكز الطبية، ومراكز الدفاع المدني، وكان على رأس قائمة الأهداف الكوادر الطبية، وعناصر الإنقاذ والدفاع المدني.
عقلية ثأرية
العقلية الثأرية لدى النظام جعلته يركز مع الروس القصف على إدلب ،فبدأت قبل أكثر من شهر حملة مماثلة لحملة حلب، تستهدف المدينة، لتتوسع في المناطق المحررة، ويطال القصف جميع أجزاء محافظة إدلب المحررة، على غرار ما قامت به طائراتهما في حلب، حيث استهدفت التجمعات السكانية والأسواق والمشافي والمدارس، لتحول هذه المرافق لدمار وتخرجها عن الخدمة بشكل كامل، وبذلك تغدو المناطق المحررة في وضع مزري من جميع النواحي الإنسانية والخدمية، ولا تصلح للحياة الأدمية بأي حال من الأحوال.
القصف بهدف "التصالح"
عنجهية النظام التي دفعته لبدء حربه ضد الشعب، هي نفس السبب الذي يدفع الروس لقصف السوريين بهذه الكثافة والقسوة، فالفكرة الأساسية التي تحكم العقليتين، هي أنه بسبب استحالة الحل العسكري في الميدان ضد الثوار، تتحول الكتل السكانية التي لا يسيطرون عليها إلى أهداف، وتقصف باستمرار بهدف إيقاف الحياة فيها، وتمنع المساعدات عنها بهدف منع أي بصيص أمل بتحسن الأوضاع، وصولاً إلى مرحلة إدخال المدنيين والثوار إلى حالة من اليأس، والتي تدفعهم للقبول بأي حل يوقف عنهم القصف، ويعيد لهم أساسيات الحياة التي فقدوها تماماً.
وقبول الطروحات الروسية لقبول الحل "التصالحي" مع النظام، وبالتالي تحقيق المشروع الروسي في سوريا، حسب ما هو مخطط له.
لا يتعلمون
ينسى الروس أنفسهم أنهم كانوا حلفاء لبريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وربما نسوا أن العاصمة لندن تعرضت خلال الحرب العالمية الثانية لعشرات آلاف الغارات من الألمان، إضافة لما لا يقل عن خمسة آلاف صاروخ V1 وV2، تعادل في فعاليتها صواريخ سكود التي يقصف بها النظام المدنيين، ومع ذلك لم تستسلم بريطانيا، وانتصرت في الحرب العالمية الثانية بمساعدة الروس أنفسهم، الذين أحرق هتلر نصف أراضيهم، وقتل الملايين منهم، ومع ذلك استمروا بالقتال حتى انتصروا عليه، ما يدفع للإيمان العميق أن مصير الحملة الروسية على السوريين لن يختلف كثيراً عن مصير الحملة الألمانية على روسيا وبريطانيا، والتي انتهت بهزيمة الألمان وانتحار "هتلر".

مقالات ذات صلة

الحكومة الإيطالية تقنع الاتحاد الأوربي بتعيين مبعوث له في سوريا

محافظ اللاذقية: بعض الحرائق التي حدثت مفتعلة

النظام يحدد موعد انتخابات لتعويض الأعضاء المفصولين من مجلس الشعب

خسائر لقوات "قسد" بقصف تركي على الحسكة

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي