بلدي نيوز – (إبراهيم رمضان)
شكّل تقدّم المقاومة السورية في حلب صدمة قوية لقوات النظام وميليشياتها، بعد التقدم الغير متوقع وانهيار قلاع مهمة للنظام، أبرزها كلية المدفعية، التي كانت تصنع الفارق في كل هجوم للمقاومة السورية على مواقع قوات النظام في المدينة خلال السنوات الماضية، إضافة إلى الكلية الفنية وكلية التسليح، ومدرسة الحكمة وحي الراموسة ومشروع "1070" الذي كانت تتحصن فيه قوات النظام.
بعد تحرير المواقع آنفة الذكر، وكسر الحصار عن الأحياء المحررة هدأت وتيرة المعارك، واقتصرت على التصدي للمحاولات المتكررة لقوات النظام لاسترجاع ما خسرته، أو إطباق الحصار على الأحياء الشرقية من حلب مجدداً.
فاستقدمت قوات النظام وميليشياته تعزيزات عسكرية إلى حلب، بعد الصفعة القوية من جيش الفتح، وحاولت التقدم إلى المواقع التي خسرتها نحو ثماني مرات، إلا أن تلك المحاولات باءت جميعها بالفشل، حيث أعلن جيش الفتح وغرفة عمليات فتح حلب عن مقتل أكثر من 170 عنصراً من قوات النظام وميليشياته، وأظهرت التسجيلات المصورة التي بثتها فصائل المقاومة مقتل العشرات من العناصر أثناء محاولات التقدم، إضافة لتدمير عدد من الدبابات والآليات العسكرية في كل محاولة.
بالمقابل، اقتصر عمل المقاومة السورية على التصدي لمحاولات التقدم قوات النظام، ومبادرة هجومية وحيدة، منذ إعلان كسر الحصار، على جمعية الزهراء بعد تفجير سيارة مفخخة مسيرة عن بُعْد، تكبّدت فيها قوات النظام خسائر في العتاد والأرواح.
وقال أبو يوسف المهاجر الناطق العسكري باسم "حركة أحرار الشام" في مؤتمر صحفي "أن الحركة لم تتعرض للضغط من أية جهة دولية كونها لا تتلقى أي دعم من أي جهة خارجية"، وذلك تفنيداً لشائعات تفيد بأن هناك هدنة مؤقتة غير معلنة في حلب مفروضة من قبل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف المهاجر، أن المعركة توقفت عند نقاط معينة، من أجل التصدي لقوات النظام، ويتجهز جيش الفتح لهجوم ومعركة جديدة خلال الساعات القادمة.
فيما يعزو قادة ميدانيون توقف المعركة إلى الإعداد والتجهيز لمرحلة جديدة، بعد النجاح في المراحل الماضية، إضافة لامتصاص ردة فعل قوات النظام وميليشياتها عقب الهزيمة الكبرى، والخسائر الفادحة بالأرواح والعتاد والمواقع الهامة، فعشرات المدافع والراجمات والآليات، ومستودعات كبيرة للذخيرة غنمتها المقاومة السورية، تعد كافية لتحرير مدينة حلب من قوات النظام بالكامل، وفق ما يرى محللون عسكريون.
من جهة أخرى، يقدّر عدد مقاتلي المقاومة بالآلاف، ويحتاجون إلى تنسيق وخاصة أن غرفة عمليات جيش الفتح وحدها مكونة من عدة فصائل كبيرة كجبهة فتح الشام، وحركة أحرار الشام وغيرهما، إضافة لفصائل كبرى كفيلق الشام.
يضاف إلى ذلك غرفة عمليات فتح حلب، التي وصفت مشاركتها في معركة فك الحصار بـ"الخجولة"، وبادرت إلى المشاركة مؤخراً، إذ كان لها دور في صد محاولات التقدم لقوات النظام، وإطباق الحصار مرة أخرى، ما يعني استعدادها الفعلي للمشاركة في الهجوم المرتقب على ثكنات النظام وميليشياته في مدينة حلب بغية تحريرها بالكامل، وخاصة أن "فتح حلب" مكونة من فصائل كبرى عدة، ولها تأثير مباشر على الأرض فيما لو وضعت ثقلها الحقيقي في المعركة.