تراجع قيمة الحواﻻت الخارجية.. أزمةجديدة للأهالي والاقتصاد في سوريا - It's Over 9000!

تراجع قيمة الحواﻻت الخارجية.. أزمةجديدة للأهالي والاقتصاد في سوريا


بلدي نيوز - (فراس عزالدين)

تراجعت مؤخرا قيمة الحواﻻت من الخارج التي كانت أحد أبرز مصادر العيش للسوريين في الداخل، ما أثّر على حركة البيع والشراء في السوق، وخاصة في دمشق وريفها. 

وأرجع من استطلعنا رأيهم بأن للحرب الروسية-اﻷوكرانية بصمتها الواضحة على اللاجئين السوريين في دول الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فقدت العائلات التي اعتمدت على حواﻻت أقاربها وأبنائها جزءا كبيرا من قدرتها المعيشية.

تقول السيدة سوزان التي تعيش في هولندا، وهي من دمشق، "لم نعد قادرين أنا وزوجي على تحويل المبالغ ذاتها ﻷهلي وأهله، في سوريا، كما كنا قبل سنوات، وهذا يعود لارتفاع اﻷسعار نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا.

واستطلع مراسلنا رأي عدد من أرباب اﻷسر في العاصمة دمشق وريفها، جميعهم أجمع على تراجع قدرتهم الشرائية منذ نيسان الفائت، إﻻ أن الأثر الأكبر بدا مؤخرا، وبشكل واضح.

وﻻ تنته القصة عند معيشة العوائل الدمشقية، لتتجاوز اﻵثار السلبية إلى السوق، حيث يؤكد عدد من التجار، أن حركة السوق تراجعت على خلفية الحرب الروسية - اﻷوكرانية، مرجعين السبب أيضا إلى تراجع قيمة الحواﻻت من دول المهجر إلى سوريا.

وقال التاجر أبو سليمان، صاحب متجر ألبسة في الحريقة، لبلدي نيوز، إن "الزبائن الذين اعتدنا عليهم، على اعتبار أننا نتعامل مع بعضهم بالدين، تراجعت قدرتهم الشرائية، وهؤلاء ينسبون السبب لتراجع قيمة حواﻻت أحد أقاربهم في الخارج". 

والمتتبع للتقارير اﻹعلامية الموالية، يلاحظ غياب أرقام وإحصائيات دقيقة حول مجموع مبالغ الحواﻻت الخارجية.

وأرجعت اﻷستاذة ريما الكاتب مختصة بالشأن اﻻقتصادي، في اتصال هاتفي مع مراسل بلدي نيوز، سبب غياب اﻷرقام الدقيقة إلى عدم اعتماد الناس في استلام حواﻻتهم وتصريفها عن طريق مكاتب الصرافة المرخصة، وإنما بطرق مختلفة، ولكل عائلة طريقتها عبر وسطاء وسماسرة".

وأضافت "الكاتب"، أن "اﻻعتماد في الصرف على مكاتب الحواﻻت يعني خسارة قيمة الدوﻻر اﻷمريكي الحقيقية، وكما هو معلوم سعر صرف الليرة الرسمي أقل منه في السوق السوداء بنحو 35 %".

واعتبرت أن العائلات السورية التي تعتمد على الحواﻻت ليست وحدها من تأثر سلبا بتراجع قيمة الحواﻻت، حيث خسر المصرف المركزي مصدرا مهما للعملة الصعبة، كذلك خسر باتباع تسعيرة للحواﻻت تختلف عن السائد في السوق السوداء.

إﻻ أن بعض العائلات التي استطلعنا رأيها حول تراجع قيمة الحواﻻت، أكدت أن المسألة بدأت منذ انتشار "كورونا/ كوفيد 19"، حيث تسبب بتراجع النشاط التجاري واﻹغلاقات العالمية الكثيرة أثناء الجائحة والتي أسهمت في رفع كلف العمليات التجارية، وتبع ذلك على الفور تدني قيمة الحواﻻت. 

وبحسب اﻷستاذة ريما الكاتب؛ "فإن مجموع العوامل التي واجهها العالم، من كورونا إلى الحرب الروسية على أوكرانيا، أدت إلى أزمات وارتفاع في أسعار السلع الغذائية (الحبوب والزيوت، والأسمدة)، وكل هذا انعكس سلبا على معدلات التضخم، وبالتالي ارتفاع تكاليف المعيشة وانخفاض الأجور لدى السوريين المغتربين، ومن الطبيعي أن نلاحظ انخفاض المبالغ التي يستطيع السوري المغترب تحويلها إلى أقاربه".

وفي تصريحاتٍ سابقة للدكتورة لمياء عاصي، وزيرة اﻻقتصاد السابقة في حكومة اﻷسد، زعمت أن مجموع الحوالات اليومية يقدر بحوالي 5-7 ملايين دولار في السنوات الفائتة، (أي ما يقارب 2 مليار دولار سنويا).

يذكر أن مصادر الحوالات الخارجية التي تصل إلى مناطق سيطرة النظام، معظمها، إما من أوروبا أو دول الخليج.

تجدر اﻹشارة إلى أن الدخل لم ينخفض في تلك الدول، وإنما ارتفع اإنفاق، مع حالة عدم استقرار تعيشه الدول الأوروبية خاصة.

ولفتنا في تقارير سابقة أن ما يزيد عن 40 % من العائلات السورية تعتمد على الحواﻻت في معيشتها وتدبير حياتها، استنادا إلى اﻷرقام التي قدمتها صحف رسمية وخبراء اقتصاد في سوريا.

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا