بلدي نيوز - (فراس عز الدين)
اختلفت أسعار اللحوم الحمراء، وبفوارق كبيرة، ما بين السعر والرسمي وسعرها في السوق، بالتزامن مع إحجام المواطنين في دمشق وريفها عن الشراء لارتفاع ثمنها.
والمتتبع للنشرات الرسمية الصادة عن وزارة التموين، يلخظ أن سعر اللحوم الحمراء مستقرٌ، منذ نحو 4 أشهر، إﻻ أن الأسعار على أرض الواقع، تتراوح بين 10 إلى 17 ألف ل.س للكيلو الواحد.
واعتبر سوريون، أن النمط اﻻستهلاكي لمادة اللحوم تغير عما كان في السنوات الماضية، فالظروف المعيشية والغلاء فرض بصمته، وتحول الشراء إلى الغرامات المحدودة بعد أن كان باﻷوقية.
ويعلق أبو ياسين، وهو قصاب يعمل في إحدى أحياء دمشق القديمة بالقول "اللحوم الحمراء اليوم أشبه بالبهارات، نوع من المنكهات على الطبخة لميسوري الحال".
ويتابع "هناك حالة جمود وضعف الطلب يمر بها سوق اللحوم الحمراء، الكل متضرر من ارتفاع سعر اللحوم، القصاب والمستهلك".
ويضيف "الضرائب التي ندفعها كبيرة وغير منصفة، وصلت إلى مليون ونصف المليون ل.س، دفعت بعض القصابين للتوقف عن مزاولة المهنة، وتأجير محلاتهم بدﻻ من إغلاق بابها لصاحب مهنة أخرى".
وبلغ سعر كيلو لحم الغنم 50 ألف ل.س، بالمقابل، بلغ سعر الكيلو وفق النشرة التموينية 23500 ل.س (نسبة الدهن 25%).
يُذكر أن آخر تسعيرة رسمية صدرت عن مديرية الأسعار بتاريخ 29 حزيران الفائت، حُدّد بموجبها سعر كيلو لحم الغنم المسوف بنسبة الدهن 50 بالمئة بـ26 ألف ليرة، ولحم العجل المسوف بـ19 ألفاً، وكيلو هبرة غنم عواس نسبة دهن 25 بالمئة بـ32500 ليرة، وكيلو هبرة لحم عجل بـ 29500 ليرة، وكيلو هبرة لحم بقر فتمّ تسعيره بـ24 ألف ليرة.
وسبق أن اعتبر نائب ئيس جمعية اللحامين بدمشق، محمد الخن، أن الأسعار في مادة اللحوم واقعية ومنطقية، تغطي التكاليف المرتفعة للقصابين، في تصريحٍ لصحيفة "البعث" الرسمية الموالية.
ويشار إلى أن التموين حددت نسبة الأرباح بسبعة بالمئة، مقسمة بين اللحام وبائع الجملة، وفق ما يذكره بيانها أثناء تسعير المادة.
ولا تزال الصحف الرسمية، تتحدث عن تهريب اﻷغنام من أسواق رحيبة إلى حلب وتركيا وأربيل بالعراق، وارتفاع سعر اﻷعلاف، كمبررٍ في ارتفاع سعر كيلو اللحمة في السوق.
وبحسب القصاب أبو ماجد من ريف دمشق الذي تحدث لمراسلنا، فإنه من الملاحظ بيع المربين أو ذبحهم الفطيمة الصغيرة وهي ( أنثى الأغنام)، هرباً من الخسائر.
وأضاف "بعض القصابين يهرب من الخسائر بخلط اللحوم الحمراء (لحم عجل مع لحم غنم وفروج)، وهذا النوع غالبًا يذهب للكباب والشوي أو المطاعم ومحلات بيع الصفيحة (المعجنات)".
على الطرف المقابل، تكتفي الصحف الموالية بنقل كلام المسؤولين في وزارة التموين وتعقيبهم على الغلاء، بعباراتٍ باتت معروفة بالنسبة للمواطن "تعزيز ثقافة الشكوى، وارتفاع عدد الضبوط التموينية" وغيرها من المبررات، أما على أرض الواقع فاللحوم بقيت خارج الموائد، وبهارات للطبخة، كما قال محدثنا القصاب في دمشق.