بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
تجاوزت أسعار السجاد والموكيت اﻷرقام التي سجلتها العام الفائت 100 % في العاصمة دمشق، وتراجع اﻹقبال على الشراء بشكل ملحوظ.
وأفاد مراسلنا أن سوق السجاد والموكيت لم يعد يلقى رواجًا إﻻ من طرف ميسوري الحال، والمضطرين لشراء سجادة غالبا ما تكون جودتها متوسطة، نقلا عن بعض الباعة.
وتختلف اﻷسعار باختلاف مستوى الجودة والماركة، ويلجأ بعض من استطلعنا رأيهم للشراء من اﻷقارب أو الجيران أو عبر الفيس بوك سجادًا مستعملا بجودة مقبولة وتقول إحدى السيدات _بلهجة حزينة _لمراسلنا؛ "سجادة تقي البرد وتمشاية حال مابدنا ماركة ونوعية غالية".
وتباينت اﻷسعار مقارنة بالعام الفائت، حيث تراوح سعر متر السجاد مابين 75 ألف ل.س إلى 250 ألف ل.س؛ في حين كان العام الفائت 50 ألف ل.س، والعام الذي قبله 36 ألف ل.س.
وبلغ ثمن سجادة في السوق قياس 6 أمتار نحو 1.5 مليون ليرة، بينما ﻻ يتجاوز راتب الموظف في القطاع العام 90 ألف ل.س، وفي القطاع الخاص ﻻ يزد عن 150 ألف ل.س.
ويرجع أحد الباعة هذا اﻻرتفاع في السعر إلى القفزة التي سجلتها أسعار المواد اﻷولية الداخل في اﻹنتاج، والتي زادت عن 30% مقارنة بالعام الفائت".
وأضاف؛ "اﻷمر عائد بالدرجة الأولى إلى انهيار الليرة السورية أمام الدوﻻر، وصناعة السجاد صناعة محلية، إﻻ أن حوامل الطاقة وندرتها من كهرباء مولدات ومحروقات، وأجور العمالة وغيرها وضعت لمستها على السعر".
ختم بالقول؛ "لا ننكر أيضا أن تراجع اﻹقبال على شارء السجاد يرجع إلى ضعف القدرة الشرائية والفقر وتدني الدخل، بحيث لا يتناسب مع ضروريات الإنفاق".
بعض اﻷسر ممن استمع مراسلنا إليهم أكدوا أنهم استعاضوا عن السجادة بالبطانيات من المعونات التي تقدمها بعض المنظات العاملة في مناطق النظام، مؤكدين أنه لوﻻ اهتراء السجادة القديمة لما فكروا باﻷمر.
ويشار إلى أنه حتى لو فكرت إحدى العائلات باستخدام البطانيات وفرش أرضيات البيوت بها فاﻷمر مكلف بالنسبة لهم، إذ يصل سعر المتر الواحد من البطاينات إلى 5 آلاف ل.س.
بالنتيجة؛ يتهم محللون حكومة النظام بخلق شهد عموم ارتفاع اﻷسعار وغياب الرقابة التموينية والضائب المرتفعة على الصناعيين، بينما يعلق مسؤولون بأن المشكلة في العقوبات، وتدور رحى المعركة الكلامية والتبريرات، والشاهد في النهاية أن اﻷوضاع تزداد سوءا، وتسير في إطار منظومة اقتصادية متهمة بالخلل والفساد والتقصير كما نقلنا في تقارير سابقة، اﻷمر الذي انعكس على السوق بشكلٍ سلبي.
ومع قدوم الشتاء الذي يفترض أن يحمل لمسة دافئة في البيوت والتفاف اﻷبناء حول المدفئة فوق السجاد واﻻستماع لحكايا الجدات كما في القصص وكما كان المشهد في دمشق بات اليوم من الماضي.