بلدي نيوز - (مصعب الأشقر)
شهدت الأيام القليلة الماضية تصعيداً مزدوجاً من إسرائيل وأمريكا على أهداف عسكرية في سوريا تتبع للقوات الإيرانية في البلاد، وسط تصريحات متكررة من نظام الأسد تتوعد بالرد في "الزمان والمكان المناسبين".
يقول العقيد الطيار "مصطفى البكور" وهو القيادي في الجيش السوري الحر، "أعتقد أن القصف الأمريكي والإسرائيلي على مواقع الميليشيات الإيرانية في أماكن مختلفة من الأراضي السورية هو الأعنف خلال الفترة الماضية، هي رسالة إلى الإيرانيين بأن أي تقدم في مسار الاتفاق النووي لا يعني إطلاق يد إيران خارج حدودها، وخاصة بالقرب من الحدود الإسرائيلية وكذلك لطمأنة إسرائيل بذات الوقت".
ويرى البكور أن القصف الإسرائيلي وحسب ما تم الإعلان عنه فيأتي في إطار ملاحقة مستودعات وشحنات الأسلحة الإيرانية المرسلة إلى لبنان، وتهدد أمن إسرائيل، ومن وجهة نظر أخرى فإن التدخل الأمريكي القوي شرق الفرات خلال الأيام الماضية هو رسالة إلى الروس والإيرانيين والأتراك الذين يحاولون إنجاز بعض الاتفاقات بمعزل عن الإرادة الأمريكية بأن الأمريكان مازالوا موجودين وجاهزين للتدخل بقوة في حال تم تهديد مصالحهم من أي طرف".
من جهته، يؤكد المحلل السياسي "سامر خليوي" أن المفاوضات حول ملف إيران النووي لها انعكاس في المنطقة، إذ أن ايران تحرك أدواتها "الخبيثة" في سوريا ضد أمريكا وتزيد من ترسانة الأسلحة في سوريا وتستغل الأراضي السورية لإنتاج معدات عسكرية، وأحيانا تحرك أدواتها في فلسطين من خلال حركة حماس والجهاد الاسلامي، وأعتقد أن التوافق مع أمريكا سيخفف من المشاحنات في سوريا.
ويتابع قائلا: "بالنسبة لإسرائيل فهي تستمر بقصف أماكن تواجد القوات الإيرانية وأماكن تصنيع الأسلحة، وهذا لا علاقة له بالملف النووي الإيراني، خاصة أن إسرائيل رفضت مسودة الاتفاق النووي، وقالت إنها لن تلتزم بهذا الاتفاق، كما ترى أن الضغط العسكري هو الأنجح لكبح نشاط إيران النووي.
ويضيف "خليوي" أن أمريكا كانت لا تبادر إلى شن عمليات عسكرية ضد إيران في سوريا، إلا بعد أن يتم استهدافها، ولكن ربما تكون هناك استراتيجية أخرى وهي الضربات الاستباقية ضد القوات الإيرانية وعملائها، وهذا ما يعكس اتفاق أمريكي اسرائيلي غربي على إبعاد إيران من بعض المناطق في سوريا، أو القبول بطلبات إسرائيل كي يسود الهدوء كما هو الحال بين حزب الله وإسرائيل في الجنوب اللبناني.
واختتم بالقول: "هناك من يعتقد أن هنالك عداء حقيقي ما بين إسرائيل وإيران ولكن الخلاف حقيقةً يكون بعدم التزام ايران بالمطالب الإسرائيلية".
وكانت وسائل إعلام أمريكية نقلت في الـ 25 من شهر آب/أغسطس الفائت، عن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه أمر بضربات لمواقع عسكرية إيرانية شرق سوريا، بما يتسق مع مسؤوليته في حماية مواطني الولايات المتحدة في الداخل والخارج وتعزيز الأمن القومي للولايات المتحدة ومصالح السياسة الخارجية.
يأتي هذا بالتزامن مع قصف إسرائيلي عنيف طال مواقع عسكرية إيرانية في مدينة مصياف غرب حماة، وتحديداً مركز البحوث العسكرية التي تستعمله إيران لتطوير أسلحة كيماوية فتاكة بحسب شهادة سابقة أدلى بها اللواء عدنان سلو رئيس أركان إدارة الحرب الكيميائية المنشق عن قوات النظام لشبكة بلدي نيوز.