بينما يتردد أوباما.. الثوار السوريون يستجمعون قواهم في حلب لمواجهة بوتين - It's Over 9000!

بينما يتردد أوباما.. الثوار السوريون يستجمعون قواهم في حلب لمواجهة بوتين

الديلي بيست – (ترجمة بلدي نيوز)
فيما يتابع الروس استراتيجيتهم المأخوذة من قواعد لعبتهم التي مارسوها في غروزني خلال الحرب الشيشانية الماضية، فمن الممكن أن تصبح حلب قريباً "أكثر مدينة مدمرة على وجه الأرض".
وعندما أعلنت روسيا إعلانها المقلق عن خطتها في تحقيق "الاستقرار" و"المساعدة" لحلب التي تسيطر عليها قوات المعارضة، عن طريق تفريغها من سكانها والمدافعين عنها، دهشت الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وعدد من البلدان الذين يعملون على وضع حد للحرب في سوريا.
فقد صرّح الجنرال سيرغي شويغو، وزير الدفاع الروسي، عن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر مرسوماً يقضي بالقيام "بعملية إنسانية واسعة النطاق" في حلب، التي كانت تحت الحصار لمدة ثلاثة أسابيع، ولكن لم يكن هنالك أي تشاور مسبق على قرار إنشاء أربعة ممرات، ثلاثة للمدنيين وواحد للمقاتلين المسلحين لمغادرة المدينة، بينما قال دبلوماسيون غربيون بأن ذلك يعتبر فرض حل عسكري في أكبر مدينة سورية وكذلك انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي.
وقال مسؤول كبير في المعارضة السورية بأنه على اقتناع تام من نية روسيا في استخدام الأساليب ذاتها التي قامت بها بتدمير غروزني، فقد كانت عاصمة جمهورية الشيشان مسرحاً لقتال دامي في عام 1994-1995، ومن ثم لمرة أخرى في الفترة ما بين 1999-2000، في وقت مبكر من رئاسة بوتين الأولى، عند تلك النقطة أسقطت منشورات تعرض على الناس ممراً آمناً للخروج من المدينة، وبعد توقّف قصير بدأ الخراب الحقيقي فيها، في عام 2003، ورد عن الأمم المتحدة تسمية غروزني "بالمدينة الأكثر دماراً على وجه الأرض"، كانت الحرب حينها قد انتهت، وبشروط بوتين.
حتى إدارة أوباما، لطالما اتهمت من قبل منتقديها عن عجزها واسترضائها المستمر لنظام الأسد واثنين من أنصاره الخارجيين -إيران وروسيا، في حين لم تستجب سوى بحشدها للاستجابة اللفظية القوية، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية بأن العملية الروسية تبدو "كمطالبة باستسلام مجموعات المعارضة" في انتهاك مشتركٍ لتفاهمات روسيا مع الولايات المتحدة، وقرار مجلس أمن الأمم المتحدة.
لقد كان وزير الخارجية جون كيري يشارك في حملة دبلوماسية مكثفة، تنطوي على تنازلات أمنية كبيرة من قبل واشنطن على أمل أنها ستؤدي إلى إنهاء القتال وبدء محادثات السلام، قبل أن تطلق روسيا خطتها في الخميس الماضي.
وفي عدة أيام من المحادثات الهاتفية مع موسكو، لم يتمكن كيري من الحصول على أي إيضاحات حول كيفية توافق القرار الجديد لموسكو مع تلك المحادثات التي عقدها مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، في حين صرّح دبلوماسيون أوروبيون بأن المبادرة الحالية لكيري، والتي تنطوي على تنازل مثيرة للجدل حول تبادل المعلومات الاستخباراتية مع روسيا وتنفيذ هجمات مشتركة ومنسقة ضد جبهة النصرة، قد تنهار في وقت قصير.
ووفقاً لمعارضي الأسد السياسيين، فإن هذا لم يكن أسوأ ما في الأمر، فقد صرحوا بأن السوريين لم يكونوا موجودين على طاولة الخميس عندما كشفت روسيا عن خطتها للولايات المتحدة، كما لم يتواجد أيضاً أعضاء من الأمم المتحدة، وأكثر من عشر دول أوروبية أخرى شاركت في المحادثات بشأن وقف الأعمال العدائية، وقد صرّح رئيس الائتلاف السوري لجماعات المعارضة، أنس عبدة، بأنه اطلّع على تلك الخطة من قبل دبلوماسيين حضروا ذلك الاجتماع، ووفقاً لمعلوماته، فإن روسيا أخبرت المجموعة الدولية لدعم سوريا، بأن نظام الأسد سيقوم بشن هجوم كبير للسيطرة على مدينة حلب بأكملها، في حين أن جميع المقاتلين الذين سيختارون البقاء فيها "سيتم التعامل معهم كجبهة النصرة"، الحركة المعارضة للنظام، والتي قامت حتى بتغيير اسمها وانتمائها المزعوم قبل بضعة أيام، حيث كانت تشكل فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
وبمقتضى اتفاق مسبق ما بين روسيا والولايات المتحدة، يمكن لأي بلد أن تستهدف بحرية المتطرفين الإسلاميين من "تنظيم الدولة"، أو جبهة النصرة على الأراضي السورية، وفي الواقع روسيا قامت مراراً وتكراراً بمواجهة المدنيين وقوات المعارضة المعتدلة المدعومة من قبل الولايات المتحدة، مدّعية بأنها تقوم باستهداف جبهة النصرة، حيث يقول العبدة "إن هذا يعني بأن روسيا لن تتردد أبداً في استهداف أي موقع للمعارضة في حلب استناداً على ذلك"، كما أضاف قائلاً "إن الروس يريدون تطبيق مثال عن غروزني في حلب، لن يكون هنالك خطوط حمراء، كل مستشفى، كل مدرسة، كل منطقة مدنية، هي مستهدفة، كل شيء في حلب سيكون مستهدفاً".
وبناءً على ذلك، قام العبدة بشكل فوري بإرسال رسالة عاجلة إلى قوات الثوار والسلطات المدنية في حلب، لإعداد هجوم فوري على قوات النظام إن كان ذلك ممكناً، لمحاولة الصمود في وجه ذلك الهجوم، على الأقل حتى نهاية سبتمبر، وعلى الأرجح حتى مارس 2017.

وصرّح عبدة في مقابلة حصرية له مع صحيفة ديلي بيست، بأن توقيت المبادرة الروسية الجديدة يكاد يكون بشكل مؤكد متزامناً مع دورة الولايات المتحدة الانتخابية، وأن روسيا أرادت أن تفرض أمراً واقعاً على الولايات المتحدة في الشهرين المقبلين، كما قال بأنه وبعد سبتمبر، الإدارة الأميركية لن تكون قادرة على أن تكون طرفاً في أي اتفاق سياسي كبير، ومن ثم سيكون على الروس "الاضطرار إلى الانتظار حتى ربيع العام المقبل، حين تتولى الإدارة الجديدة مهامها وتصوغ سياساتها".
ولكن السؤال الأهم هو ما إذا كان سكان حلب، والذين ذكرت التقارير بأنهم لا يملكون سوى مدة أقصاها ستة أشهر من الإمدادات الغذائية، هل سيتمكنون من الصمود لفترة طويلة، فقد أصبحت حلب تحت الحصار الكامل منذ 10 يوليو/تموز عندما قامت قوات النظام السوري، بمساعدة من الدعم الجوي الروسي، والقوات الإيرانية وحزب الله اللبناني، جنباً إلى جنب مع الميليشيات العراقية والأفغانية، بالتنسيق مع قوات حزب العمال الكردستاني بإغلاق طريق الكاستيلو، آخر طرق إمداد الجزء الشرقي من المدينة.
ويقول العبدة بأن هنالك "عواقب مباشرة على المدنيين" كما أضاف "سنحاول بشتى الطرق حماية المدنيين بأفضل طريقة ممكنة، كما نتوقع من المقاتلين المسلحين من خارج حلب أن يحاولوا تنسيق جهودهم لكسر ذلك الحصار وجلب الإمدادات الإنسانية المطلوبة"، كما قال بأنه حتى ولو قامت روسيا والنظام السوري بفتح ممرات نحو غرب حلب التي يسيطر عليها النظام، فإنه يشك بأن سكان حلب سيخرجون من المدينة بأعداد كبيرة لمواجهة مستقبل غامض في مخيمات النازحين أو كلاجئين معدمين في بلد آخر.
كما أضاف "حتى الآن فإن شعب حلب لم يبد أي إشارة تنمّ عن قبولهم للخضوع لمحاولات الروس هذه، بالطبع فإن الأمر متروك لهم ليقرروا ما إذا كانوا يرغبون في البقاء أو الرحيل، ولكننا نرى بأن الناس يرغبون في البقاء للدفاع عن عائلاتهم وممتلكاتهم وحياتهم في المدينة رغم كل الحصار والهجمات المتكررة من قبل الروس وقوات النظام".
وقال العبدة مردّداً مرارة العديد من السوريين، بأن الولايات المتحدّة تلعب دوراً لا يستطيع أي أحد أن يفهمه، كما أضاف "أشعر بأن المجتمع الدولي قد تخلى عنّا في هذه المرحلة الحرجة"، وقال "ما يطالب به الروس ويقومون به الآن هو جريمة حرب واضحة جداً، وأعتقد بأن الولايات المتحدة يمكنها إيقاف ذلك، إذ أن روسيا لن تقوم بفعل ذلك دون شعور ضمني بعدم وجود أي عواقب على تصرفاتها تلك".

مقالات ذات صلة

"ناسفة" تستهدف قياديا من "قسد" شرق حلب

جرابلس..نفوق كميات كبيرة من الأسماك في بحيرة الغندورة

بالمسيرات والمدفعية.. النظام يصعد من قصفه بريفي حلب وإدلب

سكان حلب ومخاوف الوجود الإيراني بعد التطورات الأخيرة في ساحة الصراع الإيراني ـ الإسرائيلي

خارجية النظام تعلق على الاستهداف الإسرائيلي جنوب سوريا

100 مليون ليرة لتمويل حرفيي «جبرين» في حلب