بلدي نيوز- (متابعات)
أدانت وزارة الخارجية التركية، أمس الخميس، الحصار الذي تفرضه قوات نظام الأسد وحلفاءه على المدنيين في أحياء حلب الشرقية "تحت ستار مكافحة الإرهاب واتفاق وقف الأعمال القتالية"، مشيرة أن ذلك يعد "أمراً مؤسفاً وغير مقبول إطلاقاً".
جاء ذلك في بيان للوزارة، أشارت فيه إلى فرض حصار كامل على الجزء الشرقي لحلب، بعد هجمات مكثفة يشنّها النظام وداعموه منذ فترة، معربة عن "غضب أنقرة العميق" حيال ذلك، حسب وكالة الأناضول التركية.
وشدّدت الوزارة على أن نظام الأسد وحلفاءه "غير صادقين" فيما يتعلق بالجهود الرامية لإيجاد حل سياسي للحرب بسورية، وأنهم يبحثون عن نتائج تأتي عبر الطرق العسكرية.
ودعت منظمة الأمم المتحدة وبقية المجتمع الدولي إلى التدخّل بسرعة، واتخاذ خطوات قوية وفاعلة لإزالة ما وصفته بوصمة العار على جبين الإنسانية، ووقف الغارات الجوية التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية في مدينة حلب بشكل فوري.
وأكّدت الوزارة، على ضرورة إنهاء الحصار الذي يضع ملايين المدنيين ضمن ظروف غير إنسانية في حلب، وبقية المدن السورية، بأقصى سرعة، وتوفير الأمن والمساعدات الإنسانية للمحاصرين دون انقطاع تحت إشراف الأمم المتحدة.
ووصفت وزارة الخارجية التركية، الحصار المفروض من قبل النظام والدول الداعمة له بأنه "تصرف ظالم"، معتبرة أن الجرائم التي يرتكبها هؤلاء "تشكل حلقة جديدة من الجرائم ضد الإنسانية في سوريا، التي لن ينساها العالم".
واستطاعت قوات النظام، بعد قرابة ثلاث سنوات من الحرب والمقاومة، قطع طريق الإمداد والأخير إلى مناطق المعارضة بحلب، الأربعاء الماضي، بعد أن استقدمت قوات النظام ميلشيات أجنبية من إيران والعراق وأفغانستان وكتائب فلسطينية ولبنانية لمساندتها في تحقيق ما عجزت عنه طوال السنوات الثلاث، مستعينة بغطاء جوي روسي عمد إلى إحراق كل شيء، واستهداف وسائل حياة وصمود الناس في المدينة، فدمر المخابز والمشافي والبنى التحتية، ليجعل الحياة أقرب إلى المستحيل.
ويعول النظام ومن ورائه روسيا على إحكام السيطرة على عاصمة البلاد الاقتصادية وثاني أكبر مدنها، ليذهب إلى الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف فارضاً شروطه، وتعمد روسيا إلى تأخير الجولة القادمة من المفاوضات لتحقيق هذا المكسب على الأرض.