بلدي نيوز – دمشق (محمد أنس)
يدرك المتابع للحرب في سوريا، أن أرخص أنواع القتلى ضمن صفوف قوات النظام والميليشيات الموالية له، هو العنصر ضمن جيش الأسد، فعلى الرغم من أن بعض الجنود يمضي عامه السادس في الخدمة، لكن لم ترتفع قيمتهم لتتجاوز ساعة حائط، أو علبة من المتة وكيلو من السكر أو الأرز.
ليأتي قرار رئيس مجلس وزراء النظام، الذي صدر بشكل تعميم، يقول "إن توظيف ذوي قتلى الجيش ضمن مؤسسات الدولة، لن يحدث إلا حسب الحاجة الفعلية، وبناء على الاعتمادات المرصودة"، الأمر الذي اعتبره المؤيدون من عوائل قتلى جيش النظام، بمثابة منع أبنائهم من التوظيف، وحرمانهم من الأموال مقابل دم أبنائهم الذين قتلوا فداءً للأسد.
فيما احتوى القرار تهديداً مبطناً غير معلن، حول إمكانية فصل عدد من ذوي قتلى عناصره، من العمل الحكومي في دوائر الدولة، متحججاً بـ"سوء السلوك".
الموالون للنظام بشكل عام وأهالي القتلى منهم بشكل خاص، استقبلوا التعميم بشتم رئيس مجلس وزراء النظام، فيما رأى بعضهم أن حكومة الأسد سرقت حتى دماء أبنائهم.
قسم أخر من الطيف الموالي للنظام قال معقباً على قرار "خميس": "إلى أهلنا في الساحل السوري، من الآن فصاعداً عليكم أن ترسلوا أبنائكم للموت، وبعد أن يقتلوا أعلموا أن حكومتنا الموقرة ستقول لكم: الله معكم".
يذكر أن العديد من المواقع الموالية للنظام نشرت على صفحاتها صور تقديم ضباط الأسد لذوي قتلاه، علباً من المتة، أو كيلو أرز كتعويض عن أبنائهم الذين قتلوا عندما أرسلهم الأسد لحماية عرشه، فيما لا يزال يرفض في غالبية الحالات إبرام أي صفقات مع الثوار، لاستعادة عناصره الأسرى لديهم، بينما يلهث لإبرام الصفقات لإطلاق سراح مرتزق عراقي أو أفغاني وقع في أيدي الثوار أسيراً.