بلدي نيوز - الحسكة (عبدالعزيز الخليفة)
شهد ريف الحسكة الجنوبي، أربع محاولات خطف لأطفال، نجحت إحدى تلك المحاولات، حيث عثر الأهالي قبل أكثر من أسبوع، على جثة الطفل (علي عبد الباسط الملحم) ذو العشرة أعوام مرمية في منطقة خالية قرب بلدة العريشة، بعد سرقة كامل أعضائه، في حادثة تعد الأولى من نوعها بالمنطقة التي تسيطر عليها الأذرع العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطية (PYD).
وتكررت محاولات خطف الأطفال فيما بعد، وباءت ثلاث محاولات أولها بقرية البريج وهذه المحاولة أفشلها "كلب"، وعن طريقها تمكن الأهالي من معرفة بعض العلامات الفارقة، ثم محاولة أخرى تكللت بالفشل في حي بمدينة الشدادي وقرية المدش قربها بريف الحسكة الجنوبي.
وقال "أبو علي الجبوري" من أبناء مدينة الشدادي، إن المجموعة التي تخطف الأطفال مكونة من شخصين يستقلان دراجة نارية في خطفهم تمهيدا لإيصالهم لنقطه معينه، مشيراً إلى أن الشخصين حاولا خطف طفل في قرية البريج قرب الشدادي إلا أن المحاولة فشلت بعد مهاجمة كلب في القرية لدراجة وإسقاطها وإنقاذ الطفل.
وأوضح "الجبوري" في حديثه لبلدي نيوز، أن أهالي القرية حاولوا إمساك الشخصين وفشلا لكنهم تمكنوا من معرفة أن أحدهما بقدم واحدة، وقد أبلغوا حاجز "الوحدات الكردية"، إلا أنهم أبدوا عدم اكتراثهم وطلبوا من المدنيين حماية أنفسهم.
بدوره، الناشط أحمد العلي من ريف الحسكة الجنوبي، كشف لبلدي نيوز أنه حصل على معلومات من عناصر مجندين بشكل إجباري في صفوف "الوحدات الكردية"، إن رجل بساق واحد شوهد يدخل المنطقة المحرمة في الشدادي أكثر من مرة، وهذه المنطقة، حسب "العلي"، هي منطقة يشاع بين الأهالي في المنطقة عن وجود جنود أمريكيين فيها دون أن يتم تأكيد ذلك، ويقصد بها تحديدا مشفى الشدادي وهي خاضعة لإجراءات أمنية مشددة من قبل "الوحدات الكردية" وهي مغلقة من جبهة بلدة مركدة جنوب المشفى بـ5 كم، ومن جبهة الشمال باتجاه بلدة السبعة وأربعين مغلقة بحواجز مشددة على مسافة 7 كم من المشفى.
وعن ظروف خطف الطفل (علي الملحم)، يقول "العلي"، أنه خطف من سوق الغنم بقرية الحدادية شمال شرق الشدادي، ووجد بعد ثلاثة أيام قرب بلدة العريشة شمال غرب قرية الحدادية بـ15 كم، وبالمنطقة هذه ستة حواجز لـ"الوحدات الكردية"، كما يوجد بمحيط قرية الحدادية نفسها ثلاثة حواجز للوحدات وهي (حاجز المدرسة وحاجز مفرق الغاز –يقع سوق الغنم قربه- وحاجز على مدخل القرية)، ما يوحي باستحالة ارتكاب الجريمة دون تواطؤ "الوحدات الكردية"، حسب الناشط "احمد العلي".
أما الصحفي مضر الأسعد، وهو أحد أقرباء الطفل "علي"، قال لبلدي نيوز، إن الجرائم والاعتداءات على الأهالي في ريف الحسكة الجنوبي، زادت منذ سيطرة "الوحدات الكردية" ممثلة بما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" وقبلها تنظيم "الدولة" على المنطقة.
وأشار "الأسعد"، إلى أن خلافات حادة بين أهالي قرية الحدادية و"الوحدات الكردية" بعد مداهمتها للقرية قبل حادثة خطف الطفل بأسبوع، وقتلها لشاب بالقرية واعتدائها على السكان وسرقة بعض محتويات المنازل، مشدداً على أن العرب في المنطقة يتعرضون لممارسات عنصرية وصفها بـ"المقيتة" من قبل "الوحدات الكردية".
وبالعودة إلى "أبو علي الجبوري"، كشف في حديثه لبلدي نيوز، أن "الوحدات الكردية" تمكنت من القبض على الخاطفين أثناء محاولتهما خطف طفل في قرية المدش، الأسبوع الماضي، وهما رجلان يقومان بالخطف إضافة لطبيبة مسؤولة عن التشريح، موضحاً أن هذه المعلومات الوحيدة التي أعلنت عنها "الوحدات" ورفضت الكشف عن أي ملابسات أخرى حول الشبكة المسؤولة عن تسويق ونقل الأعضاء، إضافة إلى الكشف عن مكان التشريح والذي من الواضح أنه في منطقة الشدادي باعتبار أن جثة الطفل وجدت فيها، ما يدل أن هناك على الأقل بعض المشاركين في شبكة بيع الأعضاء من "الوحدات"، حسب "الجبوري".
وكانت سيطرت ميلشيا "قوات سوريا الديمقراطية" المكونة بشكل أساسي من "الوحدات الكردية" على مدينة الشدادي الاستراتيجية في ريف الحسكة الجنوبي، في شباط/فبراير الماضي، بعد اشتباكات مع تنظيم "الدولة" الذي انسحب إلى بلدة مركدة جنوبي الشدادي.