بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
ارتفعت أعداد اﻹصابات بمرض "السرطان"، إلى 600 إصابة سنويا، في حمص، اﻷمر الذي دفع إلى دق ناقوس الخطر، خاصة مع انعدام سبل الدعم، وسط مطالبات من المواطنين للنظام لإيجاد حلول، كإعادة العمل بمشروع الطب النووي في المحافظة.
ويدفع المرضى مبالغ طائلة لشراء جرعات العلاج الكيماوي الفموية كـ“اسكيلودا"، حيث يبلغ سعر علبة الدواء الواحدة 450 ألف ليرة وفي بعض الأحيان وصل السعر لمبلغ 480 ألف ل.س، وتختلف عادة عدد الجرعات بين مريض وآخر، حسب الحالة.
واﻷدوية الخاصة بعلاج السرطان، يفترض أن تقدم من إحدى مشافي القطاع العام، كـ"مشفى تشرين” في مدينة اللاذقية، ومشفى "الباسل" في حمص، إﻻ أنها لم تعدّ متوفرة فيهما.
وتتعدد أسباب الإصابة بمرض السرطان في محافظة حمص، وتبرز في مقدمتها المنشآت التي تعد مصادر رئيسية للتلوث كمصفاة تكرير النفط الواقعة إلى الغرب من المدينة، ومعمل الأسمدة الآزوتية على ضفاف بحيرة "قطينة" ومعمل شركة "سكر حمص".
وتعتبر الانبعاثات الناتجة عن المنشآت السابقة، إضافةً لتلك الصادرة عن وسائل النقل وعدم معالجة نواتج الصرف الصحي، من المسببات لزيادة منسوب التلوث في بيئة المحافظة عموما، عاملا محفزا للإصابة بأمراض السرطان المتنوعة عند الإنسان.
وبلغ عدد الحالات المكتشفة حديثا عند المرضى الذين يراجعون مشفى الباسل في حيِّ "كرم اللوز" - يعتبر المركز الرئيسي في محافظة حمص المعني بمعالجة مرضى السرطان- يتراوح وسطيا ما بين 40-50 حالة شهريا، أي حوالي 600 إصابة سنويا، بحسب السجلات الرسمية.
إﻻ أن العدد السابق لا يشمل المرضى الذين يراجعون العيادات الخاصة، والذين يتلفون العلاج في منازلهم، ومراجعي للمشافي الموجودة في مدنٍ أخرى، كمشفى "البيروني" في "دمشق"، أو مشفى تشرين الجامعي في مدينة اللاذقية؛ لذا فإن العدد قد يكون أكبر مما هو مسجل، بحسب تقرير لموقع "سناك سوري" الموالي.
ولفت التقرير إلى أن أعداد المصابين بالسرطان في بلدة قطينة حيث يقع معمل الأسمدة الآزوتية، أكبر من غيرها، ويقول الدكتور ستالين شليل، الأخصائي بالجراحة العظمية ورئيس مجلس إدارة جمعية "نبضة حياة" للخدمات الاجتماعية في البلدة؛ "بأن أعداد المصابين بمرض السرطان قد يكون مرتفعا نسبيا عن باقي المناطق بسبب الملوثات، التي تصدر عن أحد معامل الشركة وهو معمل السماد الآزوتي تحديدا، لذا نجد أن أكثر الأنواع انتشاراً هي سرطانات الرئة والقصبات".
وتحول مرض السرطان وباعتراف الصحف الموالية، إلى تهديد حقيقي يمس حياة الكثيرين من أبناء محافظة حمص، فيما يبدو أنّ النظام عاجز عن إيجاد حلول، أو حتى تبريرات، وسط تساؤلات من المواطنين، لماذا لا يتم إبعاد تلك المعامل المسببة للمرض.
كما أنّ خلاصة التقرير، تؤكد غياب سبل الدعم سواء من الجمعيات الخيرية، أو حتى من حكومة اﻷسد.