بلدي نيوز - (معاذ العباس)
بعد اعتصام دام خمسة أيام لمرضى السرطان شمال سوريا في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، قرّرت اللجنة المنظمة لحملة "أنقذوا مرضى السرطان" فك الاعتصام بعد قبول الحكومة التركية دخول المرضى إلى المشافي التركية لتلقي العلاج.
ونظم الاعتصام ناشطون إعلاميون وإنسانيون في شمال سوريا، في 21 يوليو الجاري، كما شاركهم مرضى السرطان داخل خيام بهدف مطالبة الجانب التركي والدول الأوربية والأمم المتحدة إدخالهم للمشافي للحصول على العلاج الشعاعي والجرع الكيماوية.
وشارك في الاعتصام فعاليات مدنية وطلاب مدارس في خيام مرضى السرطان، بالإضافة إلى تنظيم حملات مناصرة، منها حلاقة شعر الرأس تعبيرا عن تضامنهم مع مرضى السرطان.
وسجل مكتب التنسيق الطبي في باب الهوى حوالي 900 مريض بحاجة للدخول إلى تركيا منذ مايو/أيار الماضي، بينهم 300 حالة من المرضى القدامى.
فك الاعتصام
بدوره روى مراسل بلدي نيوز "معاذ العباس" المتواجد في ساحة الاعتصام في ساحة باب الهوى، أن اللجنة المنظمة قررت ظهر اليوم الأربعاء 26/تموز، فك الاعتصام الذي حمل شعار (انقذوا مرضى السرطان)، بعد حصولهم على موافقة رسمية من الحكومة التركية، تتضمن إدخال المرضى إلى مشافيها.
واعتبر "العباس" أن قرار الموافقة جاء في وقتٍ مناسب، وأن الاعتصام تكلّل بالنجاح، إذ بدأت العديد من الحالات صباح اليوم بتراجع وضعها الصحي والذي كاد لو تأخرت الاستجابة أن يُهدد حياة هؤلاء المرضى بالخطر.
وأجمع استطلاع أجراه مراسلنا لمرضى السرطان المشاركين في الاعتصام، أن معظمهم أبدوا استعدادهم أن يستمروا في اعتصامهم لأشهر، مقابل حصولهم على الاستجابة، وخاصّة أن الحلول تنحصر بالدخول إلى الجانب التركي.
ويهدد فقدان العلاج الإشعاعي للأورام السرطانية، وغلاء تكاليف العلاج المناعي في شمال غربي سوريا، حياة مرضى السرطان بعد إغلاق تركيا بوابتها الحدودية أمام المرضى السوريين، عقب الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة وجنوب تركيا في 6 شباط/ فبراير.
تحرك تركي
يقول "سعد زيدان" وهو منسق حملة "أنقذوا مرضى السرطان" إن وفد رسمي من الحكومة التركية دخل الاراضي السورية وزار ساحة اعتصام مرضى السرطان في منطقة باب الهوى، وذلك بعد دخول الدفعة الأولى من المرضى المحوّلين حديثاً للعلاج بالمشافي التركية، مشيراً أن الوفد استمع إلى مطالب المعتصمين وتوعدهم بتنفيذها.
وأردف قائلاً: "إنه بناء على الوعود التي حصلنا عليها من الجانب التركي، قررنا فك الاعتصام في ظهيرة اليوم الخامس".
وثمن "زيدان" على الدور التركي الذي وقف بجانب المرضى وقدم لهم المساعدة، وخاصّة أنه بدأ بإدخال دفعات من المرضى بمعدل 30 مريض يومياً إلى المشافي التركية لتلقي علاجهم الشعاعي والجرعات.
وطالب المجتمع الدولي بايجاد حل جذري للقطاع الصحي بالشمال السوري، وحمّل مسؤولية الوضع الإنساني والصحي الكارثي الذي تعاني منه منطقة الشمال السوري المحرر إلى نظام الأسد والاحتلال الروسي.
مراكز طبية
ويوجد في شمال غربي سوريا خمسة مراكز طبية لتشخيص وعلاج الأورام، أقدمها وهو الأكبر هو مركز الأورام في مستشفى إدلب المركزي الذي افتتح عام 2018، وقسم الأورام في مستشفى الباب، وقسم الأورام المفتاح حديثاً في مستشفى باب الهوى، وعيادة تشخيص الأورام في المركز الصحي في جرابلس، وجميعها تابعة ومدعومة من قبل الجمعية الطبية السورية الأميركية "SAMS - سامز"، بالإضافة إلى قسم للأورام مفتتح حديثاً في مستشفى إدلب الوطني المدعوم من قبل وزارة الصحة في "حكومة الإنقاذ السورية".
ويقتصر عمل المراكز على العلاج الكيماوي عبر جرعات يتم تزويدها بالمريض، فيما يغيب العلاج الشعاعي والعلاج المناعي بشكل تام عن منطقة إدلب، في وقت ينحصر العلاج الشعاعي في تركيا، وفقاً لمصدر طبي في مشفى سامز، والذي أكّد على أن العلاج المناعي أيضاً يمكن توفره في الشمال السوري ولكنه مكلف جداً.
وأوضح المصدر أن يوجد حالياً 608 حالات إصابة بالسرطان جديدة لم تتلقَّ أي علاج بحاجة للدخول إلى تركيا، بينها 91 طفلة وطفلاً، و282 أنثى، و235 رجلاً.
وتشير إحصائيات مركز الأورام في مستشفى المحافظة بإدلب إلى استفادة 2063 مريض أورام من العلاج خلال شهري "أيار وحزيران" الماضيين، فيما بلغ عدد المستفيدين من الجرعات الكيماوية 909 أشخاص، ومن الأطفال 85 مستفيداً.
وكان نشرت إدارة معبر باب الهوى تسجيلاً مصوراً، أمس الثلاثاء أكّد فيه عودة المرضى للدخول ابتداءً من اليوم الأربعاء.
