بلدي نيوز - (محمد أمين)
استشهد، وأصيب العشرات من المدنيين في سوريا، وخاصة في محافظتي إدلب وحلب خلال اليومين الأخيرين، ما يشير إلى بدء تطبيق اتفاق روسي-أمريكي على تنسيق العمليات بينهما تحت ذريعة "محاربة الإرهاب"، فيما تبدي المعارضة السورية خشيتها من اتفاق موسكو، وواشنطن على قتل السوريين.
وارتكب الطيران الروسي، وطيران التحالف، ومقاتلات النظام، مجازر في العديد من المناطق السورية وخاصة في محافظتي إدلب، وحلب، وغوطة دمشق الشرقية، حيث استشهد نحو خمسين مدنيا، وأصبب العشرات، ورجح ناشطون إعلاميون ارتفاع حصيلة الشهداء نظرا لخطورة بعض الإصابات.
واستشهد نحو 17 مدنيا في بلدة تلمنس في ريف ادلب، وثلاثة في بلدة سرمدا القريبة في غارات لطيران النظام، في الوقت الذي كانت فيه أحياء حلب المحررة تتعرض لغارات جوية أدت إلى استشهاد نحو 24 مدنيا، وإصابة العشرات، حيث نشر ناشطون صورا ومقاطع فيديو تظهر هول المجازر التي ترتكب في مدينة حلب بشكل شبه يومي. وفي غوطة دمشق الشرقية، استشهد تسعة مدنيين في مدينة دوما، وثلاثة في بلدة حوش نصري، ومدنيان في بلدة الريحان، في وقت تعرضت فيه أغلب بلدات الغوطة الشرقية إلى غارات من طيران النظام.
وتبدي المعارضة السورية خشية من أن ارتفاع وتيرة المجازر المرتكبة في سوريا خلال الأيام القليلة الفائتة جاء نتيجة اتفاق وزيري خارجية روسيا الاتحادية، والولايات المتحدة الامريكية، في موسكو الجمعة الفائتة.
وفي هذا الصدد، قال رياض نعسان آغا -وهو الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية- في تصريح لـ"بلدي نيوز": "أخشى أن يكونا اتفقا على قتل السوريين".
ونشرت وسائل إعلام ما يُعتقد أنه نص اتفاق أبرم بين موسكو وواشنطن خلال زيارة وزير الخارجية الامريكي الى موسكو يومي الخميس والجمعة الفائتين، وعقده اجتماعات "ماراثونية" مع الرئيس الروسي بوتين، ووزير خارجيته لافروف.
ويؤكد الاتفاق على تنسيق جهود الطرفين لـ"تدمير جبهة النصرة، وتنظيم الدولة الاسلامية"، ويشير صراحة إلى أنه "يجب أن لا تتمتع جبهة النصرة بأي مكان آمن داخل سوريا"، مع السماح لقوات نظام الأسد القيام بنشاط عسكري ضد جبهة النصرة.
من جانبه، لا يستبعد الكاتب والمعارض السوري محمود الحمزة أن تكون المجازر التي تُرتكب جاءت نتيجة اتفاق جون كيري، وسيرجي لافروف لـ"الضغط على المعارضة السورية لإجبارها على الاستسلام للشروط الروسية"، مشيرا في حديث مع "بلدي نيوز" إلى أن ارتفاع وتيرة المجازر "مقدمة للعودة إلى مفاوضات جنيف المتوقفة منذ نيسان/أبريل الفائت".
وكانت المعارضة السورية أعلنت تعليق مشاركتها في مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية احتجاجا على استمرار النظام بارتكاب المجازر، ورفضه تنفيذ قرارات أممية تدعو إلى فك الحصار عن مدن وبلدات تحاصرها قواته مع ميليشيات طائفية أبرزها ميليشيا حزب الله، وتسهيل إدخال مساعدات إنسانية لآلاف المحاصرين فيها، وإطلاق سراح مئات آلاف المعتقلين، والدخول في جوهر العملية السياسية لتشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات من دون الأسد.
وتؤكد مصادر في المعارضة السورية أن الهدف النهائي لاتفاق موسكو، وواشنطن القضاء على فصائل المعارضة المسلحة، وقتل وتشريد المزيد من المدنيين السوريين، لفرض واقع على الأرض يتناسب ومصالحهما، ومصالح (اسرائيل) في المنطقة برمتها.