بلدي نيوز
أورد موقع روسي أسباب انخراط ميليشيات الأسد في غزو أوكرانيا إلى جانب روسيا.
وبحسب رؤية موقع "نيوز ري" (News Ru) الروسي، فإن السفر إلى جبهة القتال في أوكرانيا يمكن أن يمثل فرصة للهروب من الظروف المعيشية القاسية والانهيار الاقتصادي الذي تعيشه بلادهم سوريا نحو حياة جديدة في القارة العجوز.
وأعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو في 11 آذار الحالي، أن أكثر من 16 ألف متطوع من دول في الشرق الأوسط عبروا عن رغبتهم بالالتحاق بإقليم دونباس للقتال في صفوف الحركات الانفصالية.
وأكد الموقع أن أولئك الذين يرغبون في السفر والانخراط في هذا الصراع، يتوقعون كسب بعض المال في ظل انهيار الأوضاع المعيشية في سوريا التي مزقتها "حرب الأسد"، وفي المقابل فإن التجربة التي يمتلكها هؤلاء من القتال في وطنهم يمكن أن تكون مفيدة في حال نشوب حرب شوارع طويلة المدى.
وشرعت وسائل إعلام سورية -يضيف الموقع- في إبلاغ الناس أن النظام بدأ يسجل أسماء المتطوعين الراغبين في الانضمام للجيش الروسي في أوكرانيا، على أن يتم لاحقا نقل بياناتهم إلى القوات الروسية المتمركزة في سوريا حتى تتم الموافقة على طلباتهم.
وأجرت منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" لقاءات مع بعض من هؤلاء المتطوعين لمعرفة دوافعهم الحقيقية، حيث أكد معظم من تم استجوابهم أنهم بكل بساطة لا يرون أي فرص لاستمرار العيش في سوريا في ظل ارتفاع نسب البطالة وتدهور المعيشة، وبالتالي فإنهم يفضلون أن يجربوا حظهم في أوكرانيا لعلها تكون بوابتهم نحو أوروبا.
اشتكى آخرون من غياب الخدمات الأساسية مثل التدفئة والكهرباء ومياه الشرب في مناطق عدة من سوريا، كما نقل الموقع عن أحد المستجوبين طالبا عدم الكشف عن اسمه، أنه ذهب في 27 شباط الماضي نحو إحدى نقاط قوات النظام بسوريا، حيث يتم تسجيل بيانات الراغبين في السفر، وقدم هناك معلومات حول المواقع التي قاتل فيها والخبرات القتالية التي يمتلكها تحت إشراف ضباط روس.
كما ذكر متطوع ثان أنه تلقى وعدا بالحصول على دورة تدريبية في القتال تحت إشراف ضباط من روسيا، قبل أن يتم إرساله إلى جبهات القتال بأوكرانيا. كما أخبره ضابط أن دور نظام الأسد في هذا الصراع سيكون "رمزيا" ويهدف فقط لإظهار ولاء الأسد لروسيا، لكن نفس الضابط أكد له في وقت آخر أن تجربة الميليشيات في حربهم على السوريين ستكون مفيدة في حال تحول العملية العسكرية إلى حرب شوارع.
وذكر المتطوعان الاثنان أنهما لم يحصلا على أي تفاصيل، بشأن المبالغ التي سيتم تقديمها لهم ومدة العقد.
وأشارت بعض المصادر إلى أن العدد الإجمالي للمتطوعين السوريين وصل 23 ألفا، بعضهم قاتلوا سابقا في ميليشيات "جمعية البستان" التابعة لرامي مخلوف ابن عم بشار الأسد.
وأشار الموقع إلى أن عناصر الميليشيات الذين وقعوا على عقود إلى حد الآن سيحصلون بحسب بعض المعلومات على 7 آلاف دولار على مدى 7 أشهر من الخدمة في الأراضي الأوكرانية، فيما ذكرت مصادر أخرى أن الراتب الشهري يبلغ حوالي 3 آلاف دولار، كما سيتم تمكينهم من تأجيل الخدمة العسكرية في سوريا.
وتشير بنود العقد أيضا إلى أن عائلات هؤلاء المتطوعين لن تحصل في حال وفاتهم في أوكرانيا، على أي تعويضات من "صندوق الشهداء" وسيعتبرون مجرد قتلى لا امتيازات لهم.
وتوقع الموقع أن الظروف الاقتصادية الكارثية التي تعيشها مناطق سيطرة الأسد في هذه الفترة، يمكن أن تجعل مبالغ آلاف الدولارات التي يتم الحديث عليها مغرية للكثير من السوريين للذهاب والانخراط في الجبهة.
المصدر: الجزيرة نت