زراعة السويداء .. مشاكل الإنتاج وصعوبة التسويق

بلدي نيوز- السويداء (عمر الجبلي)
يعاني الفلاحون في السويداء جنوب سوريا، من مشاكل متنوعة أدت لخسائر كبيرة تفاقمت عاماً بعد عام، منذ بداية الثورة في سوريا.
تعتبر السويداء مورداً زراعياً هاماً في البلاد، حيث يعتمد الكثيرون في المحافظة على الزراعة كمهنة أساسية، ما يعني أن الخسائر فيها سوف يكون لها انعكاسات كبيرة على المدنيين في المحافظة بشكل كبير.
يقول أبو زياد أحد الفلاحين في منطقة ظهر الجبل في السويداء لبلدي نيوز: "لم أستطع هذا العام قطف محصول الكرز في بستاني، وذلك لعدم قدرتي على نقل الكرز إلى الأسواق، بسبب أجور النقل الباهظة، التي سترفع سعره ولن يشتريه أحد ما سيضاعف خسائري، حيث سأخسر ثمن المحصول وأجور النقل".
فقد وصل سعر ليتر المازوت إلى نحو 350 ل.س، في حين وصل سعر ليتر البنزين إلى 500 ل.س، ما يشكل أزمة مالية للفلاحين، إضافة لارتفاع أسعار المبيدات الحشرية.
كذلك تحدث أبو زياد عن مشكلة أخرى بقوله: "تكلفة رش المبيدات لبستان صغير أصبحت تزيد عن 100 ألف ل.س، أي بمعدل ضعفي التكلفة قبل عام، ما جعل الكثير من الفلاحين يعجزون عن إنقاذ الثمر قبل فساده على الشجر، وبالتالي خسارة المحصول".
وبيّن المزارع بأن هاتين المشكلتين بعض من المشاكل التي واجهته خلال العام الماضي فقط، والتي كان منها ارتفاع أسعار المبيدات والسماد وتكاليف العناية بالأشجار بشكل عام، ما دفعه للتفكير في حل لمشكلته، وتأجير الأرض بمبلغ بسيط، تجنباً لدفع نفقات العناية بها.
وشرح أبو وفيق، صاحب أحد البرادات التي تحفظ الفاكهة لبلدي نيوز المعاناة التي تواجه الفلاحين بقوله :"تعاني أسواق السويداء من سوء تصريف المحصول، لأن معظم الفاكهة في السويداء كانت تصدر، أما الآن مع توقف التصدير، أصبح الإنتاج يزيد على استهلاك الأسواق بكثير، حتى التصدير إلى المحافظات الباقية أصبح معدوماً، مما أوجد حالة من الكساد في الأسواق، انعكست على الفلاحين".
يضاف لمجموعة المشاكل هذه، مشكلة المياه فهي من أبرز المشاكل التي تعاني منها الزراعة في الجنوب السوري، وخاصة السويداء فزيادة تكاليف استخراج المياه، دفع بالعديد من المزارعين إلى التوقف عن زراعة المحاصيل الزراعية أو تأجير الأرض.