بلدي نيوز – حماة (مصعب الأشقر)
شهدت مدينة سلحب بريف حماة الغربي في الأيام القليلة الماضية، مظاهرات شارك فيها العشرات من السكان للتضامن مع مصابي مرضى التهاب الكبد الوبائي الذي تفشى بشكل كبير في المدينة منذ 45 يوما، بسبب اعتماد السكان على مياه الآبار للشرب في ظل انقطاع مياه الشرب عن المدينة.
مدينة سلحب التي تقع في القسم الغربي من محافظة حماة شرق جبال اللاذقية، وسط واحة زراعية خصبة بجو اصطيافي معتدل، وتمتاز بخصوبة التربة والمياه شأنها شأن باقي مناطق سهل الغاب التي يمر بها نهر العاصي وتكثر في ربوعها الينابيع والأنهار مثل اللقبة ودير شميل وأبو قبيس التي تلتقي وترفد العاصي، تعتبر من أبرز التجمعات السكانية الموالية للنظام، ويوجد فيها العديد من تشكيلات لجان الدفاع الوطني والقطع العسكرية التي تتمركز حول المدينة.
بلدي نيوز تواصلت مع منسق تلك المظاهرات المدعو (م.س) والذي فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، وشرح ما تعانيه المدينة بالقول: "إن مياه الشرب مقطوعة بشكل كامل تقريبا عن المدينة، مما اضطر المواطنين للجوء إلى مياه الآبار لسد حاجاتهم، الأمر الذي تسبب بظهور مرض التهاب الكبد الوبائي الذي انتشر بشكل كبير بين الأهالي، ما دفع مختصين من مديرية صحة حماة لتحليل مياه الآبار".
وأضاف: "إن النتائج التي توصلت لها مديرية الصحة كانت سلبية، مما يؤكد تلوث مياه الآبار وعدم صلاحيتها للشرب، ما دفع المئات من أبناء المدينة للتظاهر مطالبين بتغيير محافظ حماة الذي لم يستجب لمطالبهم، رافعين لافتات تنادي بمحاسبة المسؤولين وتطالب المحافظ بالاستقالة".
بدوره، عضو مجلس محافظة حماة الحرة، خالد منصور، قال لبلدي نيوز: "إن مثل هكذا أزمة تبين لنا فشل أجهزة النظام ومديرياته في احتواء المشاكل الخدمية والصحية لسكان قرى وبلدات المناطق الموالية، يعود ذلك إلى اهتمام النظام وتوجيه اقتصاده إلى العمل العسكري، مثل طلعات المقاتلات الحربية والقطع العسكرية، والأهم من ذلك شراء مرتزقة من الداخل والخارج في محاولة لتثبيت أركانه مبتعدا عن مواليه ومشاكلهم ".
تجدر الإشارة إلى أن معظم مناطق سهل الغاب المحررة توجد فيها محطات لضخ المياه، مما يشكل أرقاً لسكان القرى الموالية.