بلدي نيوز – حماة (شحود جدوع)
حاول نظام الأسد ومنذ بدء ثورة الكرامة تركيع السوريين باستخدام شتى أنواع العنف لإخماد ثورتهم وتحويلهم عن مطالب إسقاط النظام بكل رموزه، ووجد ضالته بالحرب على الشعب السوري في حصاره وقتله جوعاً، بحرب رسم "حزب الله" له ملامحها وساعده على تطبيقها، أطلق عليها النشطاء السوريين (حرب الأمعاء الخاوية).
بلدة "تقسيس" في ريف حماة الجنوبي، كانت ولازالت حاضنة لثوار ريفي حماة الجنوبي وحمص الشمالي، رفضت الركوع لنظام الأسد وعجز عن دخولها عسكرياً، فقام بتطويقها بعدة حواجز ومنع دخول الطحين والمواد التموينية إليها .
يقول الناشط "أحمد الحسان" أحد أبناء ريف حماة الجنوبي لبلدي نيوز: "قام شبيحة الأسد بتطويق القرية التي يبلغ عدد سكانها ١٠ آلاف نسمة، ومنع دخول المواد التموينية والطحين إليها منذ أربعة أشهر، وحاولت بعض اللجان الأهلية من القرية التفاوض مع النظام ليتوصلوا إلى حل بتقديم القمح للنظام مقابل الطحين، إلّا أن نظام الأسد استلم بعضاً من الكمية المتفق عليها ولم يرسل طحيناً إلى فرن البلدة، ما جعل باقي الأهالي يمتنعون عن تسليم القمح للنظام".
وأضاف الحسان: "تمنع حواجز الأسد دخول الخبز إلى القرية إلا عن طريق الشبيحة وبكميات قليلة قد لا تتعدى ثلاثين أو أربعين ربطة يومياً، ويصل سعر الربطة إلى ٦٠٠ ليرة سورية أو يزيد"، وناشد الحسان المنظمات الدولية بالتدخل لحل هذه المعضلة التي قد تتحول إلى كارثة إنسانية في حال انتهى احتياطي القمح الذي يخزنه الأهالي، مؤكداً على النقص في المخزون لهذا العام بسبب الحرائق التي افتعلها نظام الأسد وطالت عشرات الهكتارات من القمح التي تطل على حواجزه.
الناشط "أبو ماهر الحموي"، رأى في هذا الحصار هزيمة لنظام الأسد، وأضاف لبلدي نيوز: "نظام الأسد وحلفاؤه وشبيحته وميلشياته استخدموا أعتى أنواع الأسلحة بما فيها الكيماوية والغازات السامة بغية تركيع الشعب، إلا أن إرادة الشعب وتصميمه على متابعة مشواره حطمت طاغوت الأسد وجبروته، وما لجوؤه إلى أخبث طرق الإرهاب في الضغط على الشعب السوري، بأمعاء ومعدة أطفالهم ونسائهم الخاوية، إلا دليل استسلام أمام إرادة الشعب السوري الجبار .
وتقع بلدة "تقسيس" جنوب شرق مدينة حماة وتبعد عنها حوالي ١٠ كم، ويحدها من الشمال قرية الجرنية المحتلة، ومن الغرب حاجز الكتيبة، ومن الجنوب الغربي حاجز جبل البحوث العلمية، وأقرب الحواجز إلى البلدة يبعد حوالي ٦٠٠ متر عن أطراف القرية .