بلدي نيوز – درعا (حذيفة حلاوة، مهند الحوراني)
تناقل ناشطون نداءات عدة تدعو إلى "الفزعة" لأهل حلب وداريا اللتين تتعرضان لحمل شرسة من قبل قوات الأسد والميليشيات الشيعية، مدعومة بالطيران الروسي، بعد خسارة الثوار للعديد من المناطق الهامة والاستراتيجية في كلا المدينتين.
فقد انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من الحملات الإعلامية، التي لا يخلو بعضها من بصمات النظام، والتي كانت تشير إلى تخوين الجبهة الجنوبية في حوران والتي تعتبر اللاعب الأساسي باسم الجيش الحر في الجنوب السوري، في ظل الصمت المستغرب على الجبهات مع الجيش النظامي في حوران واشتعال جبهة تنظيم "الدولة" في حوض اليرموك، في ظل حملات شرسة يشنها النظام السوري على حلب وداريا، مستفيدا من الهدوء على جبهاته مع ثوار الجنوب وسحبه لآليات وجنود باتجاه جبهات أخرى.
رائد نصر الله، قائد لواء "عماد النصر الله" التابع لفرقة المغاوير الأولى التابعة للجبهة الجنوبية يرد على الاتهامات الموجهة للجبهة الجنوبية بتخاذلها عن تحريك الجبهات، يقول لبلدي نيوز: "نعم هناك تقصير واضح، والصمت الذي تعيشه المنطقه الجنوبيه عكس آثاراً سلبية على الثورة وأعطى النظام فرصة ثمينة للتقدم بمناطق أخرى في سوريا مثل داريا وحلب، ولكن الجبهة الجنوبية في الأشهر الماضية كان هدفها الرئيسي قتال الدواعش في منطقه حوض اليرموك، وهذا القتال ليس مبرراً لوقف الأعمال القتالية ضد النظام ومرتزقته طبعا، لكنه شغلنا نوعا ما بسبب شراسة المعارك وأثرها على العمق الداخلي للثوار عن طريق المفخخات والاغتيالات".
ويتابع: "نأمل بفتح عمل عسكري قريبا جدا على جبهات الجيش النظامي، سيكون كفيلاً بتغيير حسابات النظام وخططه العسكرية، ونحن بانتظار انطلاق ساعة الصفر وحشد العدة والعتاد".
ويؤكد "نصر الله" أن هناك اجتماعاً قريباً جدا لقادة الفصائل برعاية هيئة الإصلاح بحوران، لحث القاده على فتح معارك وتخفيف الهجمة الشرسة على داريا.
صهيب الرحيل الناطق الإعلامي باسم "ألوية الفرقان"، علق على بيانات نداءات الفزعة بالقول: "الفرقان ﻻ يتخذ موقفا إنما يعمل دوما انطﻻقا من واجبه الثوري الذي خرج السوريون جميعا من أجله، وهو تحقيق إسقاط النظام المجرم بكل رموزه، ولهذا فإن جبهاتنا معه لم تعرف هدنة وﻻ سكونا منذ وﻻدة الفرقان، وستبقى بإذن الله حتى النصر، وقد لبينا دوما وداريا وحلب، وتشهد معارك لنا مع النظام بذلك، كمعركة (عصف الريح) وغيرها من المعارك التي حققت كل أهدافها المرسومة لها من قبل قيادة الفرقان، بالإضافة إلى معركة (لبيك داريا)".
وعن إنجازات معارك "الفرقان" اضاف الرحيل: "من أبرز نتائج المعركة اﻷخيرة فشل هجوم النظام على مزارع خان الشيح الذي هدف منه اﻹطباق على داريا من الجنوب وانتزاع خطوط اﻹمداد من أيدي الثوار، إذ اضطر لسحب عدد من قواته وآلياته من ميدان المعركة لتدعيم خطوطه الدفاعية في مثلث الموت سعيا للصمود أمام هجوم الفرقان".
أما بالنسبة لمدينة حلب وتأثرها بأي عمل يطلقه الثوار، فقد أكد الرحيل أن إشعال جبهة واحدة في الجنوب لن يكون له أثره القوي على النظام، ولن يربكه مثل اشتعال جبهات عدة في الغوطتين ودرعا، لذا "ﻻ بد من استجابة عامة من جميع تلك الجبهات حتى نوقف هجوم النظام على حلب ونجبره على فتح طرق اﻹمداد إليها".
هذا وقد أعلن القائد العسكري لألوية الناصر صلاح الدين الأيوبي التابع لجبهة ثوار سوريا، والعامل في بلدة مسحرة ومثلث الموت بالريف الشمالي لمحافظة درعا، أبو محمد قاسم، عن مبادرة لإطلاق معركة ضد النظام تلبية لنداءات الفزعة لحلب وداريا، مطالباً الفصائل المستعدة للعمل ضد النظام بالتواصل معه، وأضاف لبلدي نيوز: "الدافع الأساسي والأول لفزعة أهلنا في داريا هو أن داريا استنزفت النظام خلال خمس سنوات، ولذلك لا يحق لنا أن نتخلى عنها، فنحن فزعنا لحرائرنا وفزعنا لأطفالنا وشيابنا، فزعنا لإخوتنا المقاتلين في داريا الذين أنهكوا النظام لمدة خمس سنوات، ومن العار علينا أن نتركهم وأن نترك حلب تستغيث"، مؤكداً أن فصائل كثيرة لبت النداء وستستجيب.
الجدير بالذكر أن المنطقة الجنوبية شهدت منذ بدء سريان الهدنة اشتباكات خجولة مع قوات النظام في عدة مناطق من محافظة درعا والقنيطرة دون تسجيل أي معركة فعلية، كما كانت تشهدها ساحات حوران من قبل، في ظل معارك عنيفة مع خلايا تنظيم "الدولة" في منطقة حوض اليرموك شبه مستمرة منذ حوالي خمسة أشهر.