بلدي نيوز – حماة (شحود جدوع)
لا يختلف حال السوريين في المناطق المحررة عن باقي السوريين المهجرين في دول الجوار وبلدان الشتات، فجميعهم انتظروا بفارغ الصبر قدوم عيد الفطر ليحصلوا على بعض من الفرح ينسيهم زحام الموت والنزوح والدمار والغربة.
ويودع السوريون رمضانهم السادس في الثورة بين قابع تحت القصف والغارات، ومقيم في المخيمات الحدودية ولاجئ في دول الجوار أو مهاجر في بلدان الغرب.
وكل من سبق ذكرهم أمضوا الساعات الأولى من عيد الفطر يغالبون أقدارهم ويكابدون بحثاً عن ساعة فرح أو بارقة أمل، فأم حسام أرملة شهيد وأم شهيد، قطعت مئات الكيلومترات من تركيا إلى الأراضي السورية المحررة مستغلة سماح الدولة التركية للسوريين بالعبور خلال أيام العيد لتمضي أول لحظات العيد بقرب زوجها وابنها، ولكن في مقبرة الشهداء في مقبرة مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي، وعلى هذا عكفت في الأعياد السابقة منذ استشهادهم.
أما عبد الله وهو لاجئ سوري في مدينة ريفية في ألمانيا فقد اكتفى بتغريدة على حسابه الشخصي بمواقع التواصل الاجتماعي عايد أصدقاءه وأقاربه، ولم يجد سواها سبيلا للتواصل، شأنه شأن ملايين السوريين الذين تفرقوا في البلاد.
بدوره الحاج هاشم المقيم في مدينة الريحانية التركية قال لبلدي نيوز: "منعني سوء حالتي الصحية من الذهاب إلى قريتي بريف إدلب لأكون في العيد بين أبنائي وأحفادي وإخوتي وأقاربي"، واكتفى باستقبال من تعرَّف إليهم من السوريين والأتراك في فترة نزوحه، وأضاف أن أصعب شعور يحسَّ به هو مرور هذا اليوم الذي كان يعتبر سابقاً مناسبة للمّ الشمل، بدون أن يكون كل من اعتاد عليهم حوله .
أما الحاجة فطوم المقيمة في مدينة كفرزيتا فتقول: "اعتدت منذ أعوام وفي كل عيد أن أصلي الفجر وأقطف بعض الورود وأغصان الأشجار وأذهب لأضعها على قبر أبي وأمي، وازداد حملي من الورود والأغصان في الأعياد الأربعة الأخيرة، فقد أصبح لدي إخوتي الاثنان وابن أخي من الشهداء، أقوم بزيارتهم والدعاء لهم، وترتيب قبورهم وتنظيفها من الأشواك ووضع الورود مع ترطيب القبور بالماء، ثم أعود بعدها إلى منزلي لأستقبل من تبقى من أقاربي ومن الجيران".
وبالرغم من جميع الظروف ما زال السوريون مصرين على تقاليدهم رغم شتاتهم متحدّين ظروف الحرب واللجوء والنزوح والهجرة، ومصرّين على أن يكون شهداؤهم ومعتقلوهم أول من يُخصَّ بالدعاء والمعايدة تكريماً وإجلالاً لتضحياتهم.