بلدي نيوز
عملت مجموعات تابعة لمنظمات شيعية، تحت غطاء إنساني وبدعم ايراني، على طباعة وتوزيع مناشير في العاصمة دمشق، دعت للمشاركة في مسيرة حسينية في يوم عاشوراء الموافق أمس الأربعاء 18 من شهر آب الجاري.
واستكمالا للعملية الممنهجة التي تتخذها أذرع إيران العقائدية في سوريا، من أجل نشر التشيع في مدينة دمشق، تم طباعة وتوزيع تلك المناشير في أواخر شهر تموز الماضي وبدايات شهر آب من هذا العام، ضمن جهود إيرانية ممنهجة لنشر التشيع على سكان العاصمة دمشق أو صبغها دعائيا بوجهي طائفي على خلاف حقيقتها التاريخية.
ونشرت ميليشيا "فاطميون" الإيرانية على معرفاتها ألبوماً من الصور اليوم الأربعاء، ظهر فيه عناصرها خلال إقامة الطقوس الشيعية في مناطق متفرقة جنوب مدينة دمشق، وخاصة منطقة السيدة زينب ومحيطها تحت مسمى "موكب عزاء للجيش الفاطمي في دمشق".
وظهر العناصر وهم يرفعون أعلام الميليشيا ورايات "طائفية" تحرض على الكراهية والنعرات، وأبرزها "يا حسين" ويتجولون في الشوارع والأحياء السكنية مع إقامة "اللطميات" وترديد الشعارات ضمن الموكب لإحياء طقوس "عاشوراء".
وبالتزامن مع ذلك، انتشرت صور ورايات سوداء تحمل شعارات طائفية معظم أحياء دمشق القديمة.
وكانت شهدت العاصمة دمشق، منذ بداية الأسبوع الجاري توافد العشرات من أتباع الطائفة الشيعية "غير السوريين" إلى محيط مقام "السيدة رقية" في دمشق القديمة، للمشاركة في إحياء ذكرى يوم "عاشوراء".
وتزامن وصول الوفود الإيرانية والعراقية، مع إعادة تفعيل كافة الحواجز الأمنية المتمركزة عند البوابات الحديدية الموضوعة في الطرق المؤدية إلى مقام السيدة رقية، بحسب ما ذكر موقع إيران إنسايدر.
وتدعم إيران النظام السوري في مواجهة الثورة السورية وقوات المعارضة، وكان التدخل الإيراني قد أصبح جليا في سوريا بين عامي 2013 و2018 عندما تدخلت لمساعدته في حربه، وعندما شاركت كذلك في محاربة تنظيم "داعش" شرقي سوريا لفرض وجودها ونفوذها هناك.
وينشر "الحرس الثوري" الإيراني آلاف المقاتلين والمستشارين العسكريين في سوريا، لكن طهران تتحدث فقط عن مستشارين يعاونون النظام، كما تقاتل فصائل عراقية إلى جانب قوات النظام بطلب إيراني.
ولا تخفي طهران استراتيجيتها في تحويل سوريا إلى دولة تابعة لها لتتخذها كقاعدة عملياتٍ طويلة الأمد للحرس الثوري الإيراني، بحسب مراقبين.
وترغب إيران في تأسيس وجود دائم في سوريا، لا يتأثر بأي اتفاق للحل في سوريا لاحق قد يفضي إلى أنهاء وجودها العسكري أو تقليصه، عن طريق المفاوضات أو حتى باستخدام القوة العسكرية، لذلك تريد أن تترك قاعدة اجتماعية يمكن لها أن تعتمد عليها في البلاد، عن طريق زيادة تكيف النشاط الديني وزيادة التشييع في الأوساط السورية، خاصة الفقيرة من خلال الترغيب عن طريق المساعدات الإنسانية أو التسهيلات التي تقدمها إلى الأمنية إلى المنتسبين إلى الطائفة الشيعية، ولوحظ هذه العام زيادة نشاط إيران الدعائي الشيعي إلى خارج حي الأمين ومقامي السيدة زينب ورقية، لتغزو الشعارات واللافتات الطائفية كامل دمشق، الأمر الذي زاد مخاوف سكان العاصمة وأثار استفزهم.