بلدي نيوز – (علاء نور الدين)
كشفت مصادر إعلامية مهتمة بالشأن الكردي، اليوم الأحد، عن سرقة قام بها عناصر ميليشيا (PYD) لقافلة مساعدات غذائية، بعد عبورها معبر "سيمالكا" المائي، قادمة من إقليم كردستان العراق.
ونقلت المصادر عن ممثل رئاسة إقليم كوردستان لشؤون "كوردستان الغربية", حميد دربندي تأكيده أن قوات تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD استولت على قافلة مساعدات بعد عبورها المعبر متجهة إلى مناطق سيطرة ما يسمى بـ "الإدارة الذاتية". وأوضح دربندي بتصريح لموقع "باسنيوز"، أن "قوات تابعة لـ PYD استولت على قافلة المساعدات المحملة بأطنان من السكر والشاي والأرز ومواد تموينية أخرى"، منوهاً إلى أن "تلك القوات تحاول بيع هذه المواد للتجار والحصول على أموال من خلال ذلك". وأشار إلى أنه تم إبلاغ قيادات الميليشيا "بضرورة عدم اعتراض ومصادرة قوافل المساعدات هذه, لأنها قوت الشعب في كوردستان الغربية"، على حد وصفه.
سلطان أحمد، أحد الناشطين الإعلاميين في المنطقة، قال إن الحادثة ليست الأولى من نوعها التي يقوم بها عناصر الميليشيات الكردية، حيث أقدم عناصر PYD سابقاً على الاستيلاء على قوافل مساعدات، وكانت إحدى الأسباب التي أجبرت الطرف العراقي على إغلاق المعبر لمدة أربعة شهور متتالية، قبل أن يتم فتحه مؤخراً.
وأوضح الأحمد في حديثه لبلدي نيوز، أن الممارسات هذه تدخل ضمن سياسة الميليشيا الكردية بالتضييق على السكان في إطار فرض سياسة الأمر الواقع، مدللاً على كلامه هذا بتعمد الوحدات الكردية إغلاق المعابر التجارية البرية مع الرقة، وأهمها "معبر المبروكات" بريف رأس العين وغيره، والذي نجم عنه حصار عانته المنطقة لأكثر من شهرين، فُقدت فيه المواد الغذائية كافة وعلى وجه الخصوص المواد الأساسية.
وعن سبب انتهاج الإدارة الذاتية لهذه السياسة، قال الأحمد إن الوحدات الكردية تستغل الفوضى جراء الحرب الدائرة في المنطقة، مع غياب الرقابة الدولية، ما يعطيها متسعاً من الوقت لتنفيذ سياستها بالتغيير الديموغرافي تهجيراً وتجنيداً وحرقاً للمنازل والحصار، في سعيها لتحقيق حلمها بإنشاء "روج آفا"، وهدفها الرئيسي من ذلك تهجير من عجزت عن تهجيره، "فمن لم تقتله الحرب سيقتله الجوع إن لم يغادر"، على حد وصفه.
تجدر الإشارة إلى أن المنطقة الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية شمال شرق سوريا، خلت منذ قرابة الشهر من كافة المواد الغذائية والتموينية، حيث اتهم ناشطون وهيئات مدنية الوحدات الكردية بالوقوف وراء حصار المنطقة، بعدم السماح للقوافل التجارية بالدخول إلى مناطق سيطرتها.
وكانت حكومة كردستان العراق وافقت على فتح معبر "سيمالكا" المائي مطلع شهر حزيران الجاري، بعد إغلاق دام لمدة أربعة أشهر، احتجاجاً على ممارسات الوحدات الكردية، لتفتحه مؤخراً بشرط اقتصاره على التجارة وإلغاء كافة الرسوم الجمركية على جانبي المعبر، الأمر الذي تسعى لفرضه الوحدات الكردية (فرض الضرائب على القوافل التجارية) لتعاود اليوم ابتزاز الطرف العراقي بممارساتها هذه.