بلدي نيوز - القنيطرة (موسى الأحمد)
ناشد أطباء بيطريون سوريون و خبراء زراعيون منظمة الأغذية والزراعة العالمية "الفاو"، للتدخل وإنقاذ النحل في سوريا، بعد تدهور وضعه جراء الحرب و الظروف التي تمر بها سوريا، وطالبوا بدعم النحالين للحفاظ على النحل، الذي لا تقدر قيمته بثمن، لأنه إذا اختفى من سوريا فسوف يخلف نتائج بيئية لا تحمد عقباها.
الحرب أدت إلى تراجع القدرة على تربية النحل، بسبب الظروف الأمنية التي تعيشها المناطق التي توجد فيها المناحل، وارتفاع تكاليف تربيته، ما أثر سلباً على آلاف العائلات التي تمتهن تربية النحل كمصدر رزق أساسي.
فتشتهر مناطق عدة في سوريا بإنتاج العسل الطبيعي، نظراً إلى تنوع مناخها وبيئاتها المتعددة المناسبة لتربية سلالة النحل السوري التي تعتبر إحدى السلالات المشهورة عالمياً- و التي تتميز بقدرتها على تحدي الظروف المناخية.
يؤكد "أبو البراء" وهو أحد مربيّ النحل في ريف القنيطرة، أن مهنة تربية النحل تراجعت في الوقت الحالي، بسبب غلاء أسعار الوقود، وصعوبة ترحيل النحل إلى الأماكن الغنية بالمراعي، بسبب المعارك و قصف النظام وسيطرة تنظيم "الدولة" على المنطقة الشرقية، التي تعتبر غنية بالمراعي بالنسبة لعسل القطن وحبة البركة.
وأضاف أبو البراء، "تسبب قطع الأشجار و انحسار الرقع الخضراء في المنطقة إلى خسارة 75% من تعداد النحل في المنطقة".
وتابع "من أكثر الصعوبات التي تواجهنا هي عدم توفر الأدوية والمواد الأولية، كالشمع والأخشاب التي تستعمل لصيانة الخلايا في المناطق المحررة، لذلك نضطر لشرائها من مناطق النظام بتكاليف مضاعفة، وهذا ما جعلنا نزيد سعر الكيلو من ألفين ليرة لستة آلاف".
بدوره، يقول "أبو بكر" وهو أحد المزارعين في ريف إدلب "توجد علاقة وطيدة بين النحل والبيئة الزراعية، وهي دائماً حتمية"، منوها إلى أن تراجع الزراعة أدى إلى تراجع إنتاج العسل .
وأضاف "يعتبر النحل من أهم الوسائل المساعدة في عمليات تلقيح أزهار الأشجار المثمرة، وبعض المحاصيل والخضراوات، فهو يزيد من كمية الإنتاج بما لا يقل عن 25%، وهذا يساهم في زيادة الإنتاج ويحقق ربحاً وفيراً جداً، وتراجع تربيته يعني تراجع الزراعة بشكل حتمي"، وفق قوله.
ويؤكد الطبيب البيطري "أبو عمر" أنه لولا سلالة النحل السوري الجيدة لانتهت تربيته بشكل كامل، فسلالة نحل العسل السوري أفضل سلالة في العالم بإنتاج الغذاء الملكي، وأفضل سلالة في قدرتها على اجتياز الشتاء بأقل كمية من الغذاء السكري.
وأضاف "السلالة السورية متفوقة على كافة السلالات الأجنبية في قدرتها على مقاومة فقر المرعى، في الظروف المحلية السائدة، ولكنها تراجعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة".
ولعسل النحل أهمية طبية، كونه دواء لكثير من الأمراض، وازداد الطلب عليه في الفترة الأخيرة للمشافي الميدانية، إذ يعد أهم دواء معقم ومرمم للجروح.
