"سفير الدمشقيين" مهدد بالاندثار - It's Over 9000!

"سفير الدمشقيين" مهدد بالاندثار

بلدي نيوز - (فراس عزالدين) 

"خسائر بالجملة" وما بقي من "التراث الدمشقي الحرفي على شفا هاوية"، باختصار تلك الكلمات تجمل معاناة ذوي الحرف التقليدية في العاصمة دمشق، وصناعة الموزاييك داخلة ضمن تلك المقولة.

واعتبر "عدنان الطويل" المختص بالموزاييك في حديثه لبلدي نيوز، أن هناك إشكالية في ارتفاع سعر المواد الأولية، والورشة الصغيرة لصناعة الموزاييك، تحتاج إلى الكهرباء، وبسبب ندرتها علينا شراء مولدة، وبالتالي مازوت وأيضا مفقود، ومكلِف إن وجد.

وأضاف حرفة الموزاييك تعتمد على خشب الجوز، ويبلغ سعر المتر اليوم أكثر من 5 مليون ل.س.

الموزاييك 

وصناعة الموزاييك الدمشقي هي فن تطعيم الخشب بالصدف، وتعتمد على إدخال مادة الصدف إلى جزيئات من أنواع خشبية مختلفة مثل الجوز والورد والزان.

كما يعتمد الحِرفي بشكل أساسي على خياله في تطعيم الخشب وتحويله إلى أشكال فنية من خلال رسوم وأشكال هندسية مثل "المثمّن والمربّع والمسدّس والمثلّث"، ويعمل الحرفي "صانع الموزاييك" على نشر الخشب إلى أعواد صغيرة تشكل في ربطها حزمة من أنواع وألوان مختلفة، ثم يقوم بتقطيعها على شكل شرائح تجمع إلى بعضها ليصاغ منها الشكل المطلوب. 

ويتابع "الطويل" أنه لا توجد جدوى من اﻻستمرار، المكاسب قليلة والتكلفة مرتفعة وما بقي من التراث الدمشقي الحرفي على شفا هاوية.

بدوره، يؤكد "عامر المصري"، وهو مختص بالموزاييك، لبلدي نيوز، أن الحرف التراثية الدمشقية تعاني بشكل كبير من قلة اليد العاملة، وأعني هنا ذات الخبرة، فضلا عن صعوبة التسويق، وارتفاع أسعار المواد الأولية.

ويعتقد "المصري" أنّ النظام اتبع سياسة ممنهجة، أدت إلى تهجير الخبرات العريقة إلى دول الجوار، وخاصة تركيا، التي استوعبت مثل تلك المهن التقليدية، لما لها من قيمة وترابط بين الحضارتين، بينما بقيت دمشق، خاوية تماما من الشباب الذين حملوا للحرفة نوعا من التجديد المرتبط باﻷصالة التاريخية.

وأوضح "المصري" أن الشباب الحرفي كان أمام خيارين، الموت في المعتقل أو الخدمة العسكرية والجبهات أو الهجرة، بانتظار العودة إلى سوريا بعد استقرار اﻷوضاع.

ويؤكد كل من "الطويل والمصري"، أنّ قائمة التراث الثقافي السوري المادي، "الموزاييك، الأغباني، النحاسيات، البروكار الدمشقي، اللباس الفلكلوي، السيف الدمشقي، العجمي"، مهددة في حال استمر الواقع على حاله.

يشار إلى أنّ المكان الوحيد الذي يعتبر سوقا رسميا للحرف التراثية أو التقليدية، هو "التكية السليمانية"، فقط في العاصمة دمشق، وكانت تخضع لسيطرة جيش النظام إداريا منذ الثمانينات ثم انتقل إلى وصاية وزارة السياحة والصناعة.

كما يعتبر باب شرقي في دمشق القديمة من أهم مناطق بيع قطع الموزاييك.

وتعتبر مهنة "الموزاييك"، من المهن العريقة والقديمة التي اشتهرت دمشق، ويعود تاريخ هذه الصناعة اليدوية إلى أكثر من 300 عام.

ويذكر أن "قصر العظم ومكتب عنبر وبيت نظام" من أشهر البيوت الدمشقية المزينة بهذه الصناعة، ولا يكاد يخلو منزل دمشقي في اﻷحياء القديمة من تلك القطع الفنية العريقة، حتى قيل إنه (الموزاييك)، سفير الدمشقيين بوجه خاص والسوريين عموما في العالم.

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

مطالبات بإعادة إحياء صناعة الأحذية في سوريا