هل يشن النظام وروسيا عملا عسكريا على "الباب" بحلب؟ - It's Over 9000!

هل يشن النظام وروسيا عملا عسكريا على "الباب" بحلب؟

بلدي نيوز - (عبد القادر محمد)

تتجه أنظار السوريين بعد اجتماعات "أستانا-15" والتي عقدت في مدينة سوتشي الروسية قبل أيام، إلى مدينة الباب بريف حلب الشرقي، مع ورود تسريبات عن نية روسيا وقوات النظام شن عملية عسكرية على المدينة التي تقع بمناطق النفوذ التركي "درع الفرات".

وعقب انتهاء اجتماعات أستانا، بدأت الطائرات الروسية تحلق بشكل يومي وغير منقطع في سماء المدينة، وبدأ السكان يشعرون بالقلق حول مصير مدينتهم، ومنهم من بدأ يبحث عن ملجأ آخر خارج المدينة، في حال قرر النظام وروسيا الهجوم على المدينة.

الهدف الروسي

وتعليقا على ما سبق، يقول العميد الركن "فاتح حسون" والذي يشغل قائد حركة تحرير الوطن وعضو الائتلاف الوطني السوري، لبلدي نيوز "عادة روسيا قبل كل جولة من مباحثات "أستانا" تُذكر الأطراف المشاركة بأنها ذات نفوذ واسع في كل مناطق سوريا، الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد أو الإيرانيين، وحتى التي تتمتع بتفاهمات مع الضامن التركي، وهذا من باب الضغط لتمرير وجهة نظرها في بعض القضايا الخلافية التي يتم التفاوض عليها".

وأضاف "هذا الضغط يُثمر أحيانا، وغالبا لا يُثمر، لكنه يعزّز من موقف روسيا التفاوضي، ويكسبها صفة الطرف الضامن الذي يمكن أن ينقلب على كل تعهداته واتفاقياته إن لم تسير المفاوضات كما يريد، ويحقق شيئا مما يصبو إليه".

وأوضح أن "جولة مباحثات أستانا الأخيرة (15)، دلت على وجود شبه وقف لإطلاق النار من قبل روسيا، ويشمل ذلك منطقة الباب شرقي حلب، وباقي المناطق المحررة، وهذا تأكيد على تفاهمات سابقة حول هذه المناطق".

تعزيزات عسكرية

وقبل أيام، قال مصدر خاص لبلدي نيوز، إن تعزيزات عسكرية تتبع للفرقة 25 المدعومة من روسيا خرجت من منطقة مدينة "معرة النعمان" بريف إدلب الجنوبي، صباح اليوم الثلاثاء، وتوجهت إلى ريف حلب الشمالي، سبقها رتلان للواء 16 المدعوم من روسيا انتقلا من قيادة اللواء في منطقة تل الجراد بمصياف غرب حماة مرورا بمطار حلب ووصولا إلى محيط منطقة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي.

وأضاف المصدر، أن التعزيزات تحوي مدرعات ومعدات عسكرية قتالية ومدافع ميدانية ودبابات، بالإضافة إلى العشرات من سيارات الدفع الرباعي المزودة برشاشات ثقيلة، فيما لم يذكر المصدر سبب نقل التعزيزات الأخيرة.

وتتبع الفرقة 25 بقيادة سهيل الحسن، وتتنقل بشكل مستمر ضمن مناطق سيطرة النظام، والتي تعتبر رأس الحربة في عمليات النظام وروسيا العسكرية التي شنوها خلال الأعوام الثلاثة الماضية، فيما يعتبر هذا التحرك الأول من نوعه للواء 16 المنشأ حديثا لصالح الروس بقيادة العميد صالح العبدالله الملقب بـ"السبع" والمتهم بارتكاب جرائم حرب.

محاولات تقدم

وقال مراسل بلدي نيوز بريف حلب، إن عناصر من قوات النظام والميليشيات الموالية له، حاولت صباح أمس الجمعة، التسلل على محور تادف بريف حلب الشرقي، بيد أن الجيش الوطني السوري صد تلك المحاولة وقتل عنصرين وأصاب آخرين، حيث اعتبرت تلك المحاولة هي الأولى من نوعها عقب قدوم التعزيزات.

ماهية التعزيزات ومصير الباب

يقول الرائد يوسف الحمود الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، لبلدي نيوز، إن كافة الاحتمالات واردة حول عدوان روسي متوقع على مدينة الباب والاستقدامات العسكرية التابعة للنظام "صحيحة".

وأضاف "كما هو معلوم عن روسيا أنهم أصحاب غدر وليس لديهم أي عهود ومواثيق".

وأردف "نحن كجيش وطني سوري نطمئن أهلنا في مدينة الباب بأننا على أهبة الاستعداد لصد أي عدوان وعزّزنا نقاط الرباط ودعمنا كافة المحاور وخطوط الجبهات".

وأشار حمود إلى أن التعزيزات العسكرية للنظام تتبع للفيلق الخامس التابع لروسيا، وأنها تمركزت في منطقة "العويشية" جنوبي الباب ومنطقتي "أبو جبار وعران" ومنطقة بالقرب من تلي "شعاله وطعانه" شرقي حلب.

في المقابل، اعتبر العميد "حسون" في حديثه لبلدي نيوز، أن حشود النظام السوري ورسيا هي عبارة عن ضغوط للمساومة ليس إلا، فمدينة الباب تنتشر بها القوات التركية إلى جانب قوات الجيش الوطني، وتعتبر من المناطق ذات التفاهمات العميقة بين تركيا وروسيا، ولن يكون الهجوم عليها إلا بمثابة إعلان انتهاء كافة التفاهمات الروسية - التركية المبرمة في الملف السوري، وسيكون هذا ليس لصالح روسيا.

مطامع روسيا في عيون المتابعين

بدوره، قال المحلل العسكري العميد "أحمد رحال"، إن لدى روسيا لدى هدف عريض في سوريا، وهو إرجاع جميع المناطق لسيطرة قوات النظام بما فيها مناطق سيطرة المعارضة وقوات "قسد" في الشمال السوري.

وأضاف في حديث لبلدي نيوز، "إن كان هناك نية حقيقية لدى النظام بشن عملية عسكرية ضد المعارضة في مدينة الباب، فالسؤال هل يمكنهم فعل ذلك بغياب الروس، فالجواب لا، لأن كل إنجازاتهم العسكرية كانت بجهد الطيران الروسي".

وأكد العميد رحال على وجود اتفاقات بين أنقرة وموسكو، وقال "لا يمكن لأي أحد أن يخل فيها، وأهمية العلاقة بين الدولتين أكبر من أهمية استعادة أي منطقة في سوريا وإعادتها لسيطرة قوات النظام بالوقت الحالي".

وأكد أن أي نجاح لقوات النظام في منطقة الباب بحال حصول عملية عسكرية سيكون ضربة قوية للمعارضة السورية وحتى تركيا، مضيفا "أنا لا أعتقد بوجود أي عملية عسكرية".

يشار إلى أن فصائل المعارضة والقوات التركية سيطرت على مدينة الباب وريفها شرق حلب، أواخر عام 2017، بعد معارك شرسة مع تنظيم "داعش" في إطار عملية "درع الفرات" التي نجحت بطرد التنظيم من المنطقة.

مقالات ذات صلة

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

أردوغان: لدينا تواصل مستمر مع الإدارة الجديدة في سوريا

كيف بررت روسيا سرعة انهيار جيش النظام المخلوع

تجار هولنديون يبدون رغبتهم لتجديد تجارتهم في سوريا

قسد تقترح حلا لمدينة عين العرب شمال شرق حلب

مشروع خط غاز "قطر - تركيا" يعود إلى الواجهة من جديد

//