بلدي نيوز
صرح وزير كهرباء النظام "غسان الزامل"، أن المواطنين مقبلون هذا العام على شتاء قاس، مضيفا أن هناك معاناة كبيرة في تأمين الغاز والفيول لتشغيل محطات توليد الكهرباء.
وتعاني العاصمة دمشق وريفها من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال النهار والليل مع اعتماد برنامج التقنين من قبل النظام.
ويقوم برنامج التقنين على قطع الكهرباء من ٦ إلى ٨ ساعات متواصلة، وتأتي فقط ١٠ دقائق لتعاود الانقطاع مع استثناءات لبعض المناطق الراقية في وسط العاصمة تكون فيها عملية القطع أقل من ذلك بكثير.
وفي ظل انقطاع الكهرباء تتحول الأحياء المحيطة بوسط العاصمة، ليلا إلى مناطق أشباح، إذ يصبح عدد المارة في الطرقات شبه معدوم، وتغلق الكثير من المحال التجارية بسبب عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل مولدات كهربائية وارتفاع سعره بشكل كبير في السوق السوداء، فيما تضج أحياء وسط دمشق الراقية -حيث يقطن مسؤولو النظام ورجال الأعمال- وأسواقها بأصوات المولدات.
وأشار الزامل إلى أن وزارة النفط تزودهم تقريبا بـ 9.4 ملايين متر مكعب من الغاز بشكل شبه يومي ولكن محطات التحويل التي تعمل على الغاز تحتاج إلى 18 مليون متر مكعب من الغاز، إضافة إلى ستة آلاف طن من الفيول والمستهلك منها 5 آلاف طن لأن مجموعات التوليد بحاجة إلى صيانة لذلك يتم تخزين الباقي للاستفادة منه في الشتاء.
وباتت الشكوى من طول فترة انقطاع الكهرباء حديث غالبية سكان دمشق، وتشير سيدة منزل، لـ"الشرق الأوسط" إلى معاناة مريرة تتكبدها لتحضير "لقمة أكل للأولاد" بسبب طول فترة انقطاع الكهرباء، وتقول "غاز (منزلي) من زمان ما في (لا يوجد)، والناس صارت تطبخ على الطبّخات (الكهربائية)"، وتضيف، "ما بكفي الناس ما عاد طبخت طبخات كبيرة من الفقر الذي ذبحها وعوّفها حالها، صارت اليوم ما تحسن (لا تقدر) تسلق البطاط والبيض ولا حتى تعمل إبريق شاي، فلما بتجي الكهرباء، بتجي 10 دقائق وتنقطع 20 دقيقة".
ومع أول موجة برد قارس بدأت أمس في دمشق، تتحدث سيدة منزل أخرى، عن تخوفها من "أيام صعبة جدا" مقبل عليها الأهالي في هذا الشتاء مع الانقطاع الطويل للكهرباء والتي عادة ما يزيد انقطاعها في فصل الشتاء بسبب استخدامها للتدفئة. وتصف السيدة مشهد طفلها في اللحظات الأولى عند إيقاظه للذهاب للمدرسة، وتقول "من كتر البرد، الولد بالزور (بشق النفس) قام من الفرشة. إيديه زرق زرق. مش قادر يفتح أصابعو"، وتضيف، "معو حق. نحنا لكبار مش متحملين برد. شلون (فكيف) لصغار".
وقد يقدم النظام على رفع الدعم عن الكهرباء، وعلى زيادة سعر بيع الكيلوواط الساعي للمشتركين للأغراض المنزلية والصناعية والتجارية، بعدما رفع مؤخرا أسعار البنزين والمازوت والخبز وبعدها الفيول.
وانفجر خط الغاز العربي في شهر أب من العام الجاري الواقع في منطقة الضمير وعدرا في ريف دمشق، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء البلاد.
وكان إنتاج محطات توليد الكهرباء في سوريا يبلغ نحو 8 آلاف ميغاواط يوميا قبل اندلاع حرب الأسد على الشعب، وكانت تمتلك فائضا من إنتاج الكهرباء تقوم بتصديره إلى دول الجوار، فيما انخفض الإنتاج حاليا إلى ما بين 1500 وألفي ميغاواط.