بلدي نيوز - (إيهاب خالد)
بمناسبة الذكرى السنوية، لإحياء ذكرى جميع ضحايا الحرب الكيميائية والتي تصادف في 30 تشرين الأول من كل عام، أصدر مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا، تقريرا يشرح من خلاله استحداث وتطوير واستخدام الأسلحة الكيميائية على مدى التاريخ وذلك منذ الحرب العالمية الأولى إلى يومنا هذا
وسوف نستعرض في هذا المادة، ما جاء عن استخدام الكيماوي في سوريا، والذي بدأ في آذار 2013، حيث استخدمت الأسلحة الكيميائية في خان العسل بريف حلب.
ووصل محققو الأمم المتحدة ومفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أخيرا إلى الأرض في سوريا، بشهر آب 2013 مع ولاية تستثني تقييم المسؤولية عن هجمات الأسلحة الكيميائية، ولكن وصولهم تزامن مع هجمات الغوطة 2013 الأشرس والتي وقعت في 21 آب، مما دفع بالتحقيق في خان العسل إلى الخلف", وفقا لما ذكره متحدث باسم الأمم المتحدة.
وخلص تقرير الأمم المتحدة، الذي اكتمل في 16 كانون الأول 2013، إلى احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية في خان العسل.
وذكر تقرير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في شباط 2014 أن العوامل الكيميائية المستخدمة في هجوم خان العسل تحمل نفس السعات الفريدة المستخدمة في هجمات الغوطة 2013، بغاز السارين.
وتوالت الهجمات الكيميائية بشكل مبرح على مناطق متفرقة تقع تحت سيطرة المعارضة السورية، إلى غاية آيار/مايو عام 2019، حيث استخدم قذائف تحمل مادة الكور على جبهة تلة الكبينة الواقعة في ريف اللاذقية الشمالي مما أدى إلى إصابة 4 عسكريين.
واستخدم تنظيم داعش الأسلحة الكيميائية (غاز الخردل) على مدينة مارع في 21 و30 آب 2015، مما أدى إلى حدوث إصابات بين المدنيين ووفاة طفلة رضيعة لا تتجاوز الأشهر.
وسجلت انتهاكات متكررة لتنظيم داعش في مناطق متفرقة كالقريات التابعة لريف حماة ومدينة يلدا التابعة لريف دمشق، وأم حوش التابعة لريف حلب وغيرها من المناطق.
ووثق مركز توثيق الإنتهاكات الكيميائية في سوريا 297 انتهاك، وقع ضحيتها 3423 شخصا وحوالي 14000 إصابة، بالاضافة إلى الآثار الجانبية التي خلفتها هذه الأسلحة، مثل الولادات المشوهة وحالات الاختلاج العصبي المزمن وتلف البيئة بالإضافة إلى الحيوانات النافقة.
ومن أشد هذه الهجمات خطورة هو هجوم الغوطة الشرقية في 21 آب عام 2013، وهجوم خان شيخون التابعة المحافظة إدلب في 4 نيسان 2017، الذي نفذته القوات الجوية التابعة للنظام، باستخدام غاز السارين على المنطقة والتي تقع تحت سيطرة المعارضة، مما أدى إلى وقوع 102 قتيل جلهم من الأطفال، وحوالي 211 إصابة.
بعد حوالي شهر تقريبا، نفذت القوات الجوية التابعة النظام، هجوما على مدينة اللطامنة بريف حماة بعلت السارين، مما أدى إلى وقوع إصابات عديدة، وقد أشار فريق التحقيق وتحديد الهوية التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، في تقريره الصادر في نيسان 2020، إلى تورط النظام السوري في تلك الهجمات.
وفي 4 تشرين الأول 2020، قدم المدير العام إلى مجلس الإدارة تقريرا للمجلس التنفيذي بشأن حيازة، النظام السوري للأسلحة الكيميائية واستخدامها، وأحالت الأمانة العامة التقرير إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن المفترض أن يعقد مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية جلسته الأولى في تشرين الأول، والثانية في تشرين الثاني والثالثة نيسان في العام القادم، بسبب جائحة كورونا.
ومن المفترض أن يتخذ هذا المؤتمر إجراءات جديدة ضد النظام لعدم امتثاله لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.
وانضمت سوريا إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بعد التنديد الدولي بالهجوم الكيماوي الذي وقع في آب 2013 والذي تحمل الدول الغربية النظام السوري مسؤوليته واتفقوا على تدمير مخزون النظام الكيماوي.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي في إدارة باراك أوباما، جون كيري في 20 تموز 2014 "أبرمنا اتفاقا حصلنا فيه على 100 في المائة من الأسلحة الكيميائية"، وأعلنت حكومة الأسد أنها أنجزت بحلول 14 آب تدمير كافة المخزون، ومع ذلك فإن المزيد من المعلومات والوثائق غير المكتملة، والادعاءات بحجب جزء من مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية، يعني أن المخاوف الخطيرة بشأن الأسلحة الكيميائية والمواقع ذات الصلة في سوريا لا تزال قائمة.