بلدي نيوز – (عمر الحسن)
قالت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إن الميليشيا الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي تمنع مدنيين فارين من هجوم تنظيم "الدولة" شمال حلب من دخول المناطق الخاضعة لسيطرتها في المنطقة ذاتها.
وأبدت الأمم المتحدة قلقها، إزاء حصار ما يقدر بنحو ثمانية آلاف سوري بسبب القتال في شمال حلب، حسب وكالة رويترز.
ويفر المدنيون من القتال بين كتائب الثوار وتنظيم "الدولة" الذي تقدم في ريف حلب الشمالي وحاصر مدينة مارع، الجمعة الماضية، كما يحاصر مسلحو حزب الاتحاد الديمقراطي المدعمون من التحالف الدولي مارع من الجهة الغربية.
وأفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أن "نحو ألفي شخص استطاعوا الخروج من مارع وقرية الشيخ عيسى القريبة منها، اللتين طوقهما مقاتلو الدولة الإسلامية في 27 مايو/أيار".
وتابع المكتب، "إلا أن ما يقدر بنحو سبعة آلاف مدني ما زالوا بالداخل وغير قادرين على المغادرة بسبب القيود التي تفرضها القوات الكردية".
وكانت حذرت منظمة أطباء بلا حدود الجمعة الماضي، من أن نحو 100 ألف مدني في سورية عالقون بين الحدود التركية ومناطق الاشتباك بين فصائل الجيش الحر وتنظيم "الدولة" الذي أحرز تقدماً في ريف حلب الشمالي، وأبدت في بيان "قلقها الشديد" إزاء مصيرهم.
وأعلنت المنظمة إنها اضطرت إلى إخلاء معظم المرضى والطاقم الطبي، من مستشفى السلامة الذي تدعمه شمال حلب، بسبب اقتراب خطوط الجبهات منه.
من جهتها، أشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن عدد العالقين قرب الحدود التركية قد يصل إلى 165 ألف سوري، وفق تغريدة للباحث في المنظمة "جيري سمبسون" على تويتر.
في السياق، كان استشهد أكثر من 30 مدنيا يومي السبت والجمعة الماضيين، جراء الاشتباكات بين فصائل الثوار وتنظيم "الدولة" في قرية كفركلبين وكلجبرين بريف حلب الشمالي.
وحسب مصادر ميدانية، فإن التنظيم استخدم المدنيين في القرى التي سيطر عليها شمال حلب كدروع بشرية، حيث لم يسمح لهم بالخروج من القرى.
ويعد ريف حلب الشمالي مسرحاً لعدد كبير من المعارك، بين العديد من القوى العسكرية على مدار خمس سنوات، وتقلصت بشكل كبير المساحة التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة" قرب الحدود التركية العام الماضي، بعد ما انتزعت ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية التي أسست تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" السيطرة على أراض من التنظيم، في الوقت الذي يسيطر فيه التنظيم على المساحة الممتدة بين جرابلس واعزاز الحدوديتين مع تركيا، أما الثوار فتقتصر مناطق سيطرتهم على مدينتي مارع واعزاز في ريف حلب الشمالي، وتحاول الميليشيات الكردية وتنظيم الدولة السيطرة عليهما لإفراغ المنطقة من فصائل الجيش السوري الحر بالكامل.